كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 4)

السورة من القرآن، قال: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وهو بين ظهرانينا (1) فلما قبض قلنا: السلام على النبي. 713 - عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه قال: كنا إذا جلسنا
__________
أبو نعيم ثنا سيف قال: سمعت مجاهدًا يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة الخ. (غريبه) 1 - يعني كنا نقول: السلام عليك أيها النبي بكاف الخطاب وهو حي بين أظهرنا، فلما مات قلنا: السلام على النبي بلفظ الغيبة. قال الحافظ: فإن قيل: ما الحكمة في العدول عن الغيبة إلى الخطاب في قوله «عليك أيها النبي» مع أن لفظ الغيبة هو الذي يقتضيه السياق كأن يقول: السلام على النبي، فينتقل من تحية الله إلى تحية النبي صلى الله عليه وسلم ثم إلى تحية النفس ثم إلى الصالحين، أجاب الطيبي بما محصله: نحن نتبع لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم بعينه الذي كان علمه الصحابة. اهـ. قال الحافظ: وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا ما يقتضي المغايرة بين زمانه صلى الله عليه وسلم فيقال بلفظ الخطاب، وأما بعده فيقال بلفظ الغيبة. قلت: يشير الحافظ إلى ما رواه البخاري عن ابن مسعود في كتاب الاستئذان وسنذكره بعد التخريج. (تخريجه) (ق. وغيرهما) ولفظ البخاري في كتاب الاستئذان من طريق أبي معمر عن ابن مسعود بعد أن ساق حديث التشهد قال: «وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السلام يعني على النبي» كذا وقع في البخاري، قاله الحافظ، قال: وأخرجه أبو عوانة في صحيحه والسراج والجوزقي وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي من طرق متعددة إلى أبي نعيم شيخ البخاري بلفظ «فلما قبض قلنا: السلام على النبي» بحذف لفظ «يعني»، وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو نعيم، قال السبكي في (شرح المنهاج) بعد أن ذكر هذه الرواية من عند أبي عوانة وحده: إن صح هذا عن الصحابة دل على أن الخطاب في السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير واجب، فيقال: السلام على النبي. قال الحافظ: قلت: وقد صح بلا ريب، وقد وجدت له متابعًا قويًا، قال عبد الرزاق أخبرنا جريج أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي: «السلام عليك أيها النبي» فلما مات قالوا: «السلام على النبي» وهذا إسناد صحيح. اهـ.
713 - عن عبد الله بن مسعود (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا

الصفحة 6