كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 4)

مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة (1) قلنا: السلام على الله من عباده (2) السلام على فلان وفلان (3) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام (4)، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين (5)، فإنكم إذا قلتم ذلك أصابت كل عبد صالح بين السماء والأرض (6)، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع به.
(وعنه من طريق ثان بنحوه) (7) وفيه: كنا إذا جلسنا
__________
يحيى عن الأعمش حدثني شقيق عن عبد الله (بن مسعود) (الحديث). (غريبه) 1 - يعني للتشهد. 2 - كأنهم رأوا السلام من قبيل الحمد والشكر فجوزوا ثبوته لله عز وجل، ولكن السلام معناه السلامة من الآفات والنقائص، والله تعالى هو الذي يعطيها لمن يشاء من عباده، فكيف يدعى بها له؟ ولذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله «لا تقولوا السلام على الله»، وفي رواية البخاري «فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله هو السلام»، وعند مسلم: «فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل علينا بوجهه وقال: لا تقولوا السلام على الله» الخ. 3 - أي من الملائكة يعني جبريل وميكائيل كما في الطريق الثانية، وكما عند ابن ماجه «السلام على فلان وفلان يعنون الملائكة»، وللسراج من طريق الأعمش «فعد من الملائكة ما شاء الله». 4 - هذا تعليل للنهي المذكور، أي أن السلام اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه السالم من الشريك، أو الذي يسلم على عباده المؤمنين في الجنة وعلى الأنبياء في الدنيا، أو المؤمّن من المخاوف والمهالك. والله أعلم. 5 - الأشهر في تفسير الصالح أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده، وتتفاوت درجاته، قال الترمذي الحكيم: من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبدًا صالحًا وإلا حرم هذا الفضل العظيم.
وقال الفاكهاني: ينبغي للمصلي أن يستحضر في هذا المحل جميع الأنبياء والملائكة والمؤمنين، يعني فيتوافق لفظه مع قصده. 6 - رواية البخاري: «أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض». قال الحافظ: وهذا من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم، وإلى ذلك الإشارة بقول ابن مسعود «إن محمدًا علم فواتح الخير وخواتمه» كما تقدم. (سنده) 7 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا

الصفحة 7