كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
ثمَّ صلَّى بنا العصر بذى الحليفة ركعتين آمنًا لا يخاف في حجَّة الوداع
(1220) عن شعبة عن يحيى بن يزيد الهنائىِّ قال سألت أنس بن مالك رضى الله عنه عن قصر الصَّلاة، قال كنت أخرج إلى الكوفة فأصلِّى ركعتين حتى أرجع، وقال أنس كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ شعبة الشَّاكُّ صلَّى ركعتين
__________
"الحديث" (غريبه) (1) تقدم الكلام على ذلك فى حديث جبير بن نفير أول الباب (2) يعنى وكان ذلك فى حجة الوداع (تخريجه) (ق. والثلاثة وغيرهم)
(1220) عن شعبة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يحى بن يزيد الهنائى "الحديث" (غريبه) (3) هو بضم الهاء وبعدها نون مخففة وبالمد، المنسوب الى هناء بن مالك بن فهم قاله السمعانى (4) اختلف فى تفسير الميل فقال الحافظ الميل هو من الأرض منتهى مد البصر، لأن البصر يميل عنه على وجه الأرض حتى يفنى إدراكه، وبذلك جزم الجوهرى، وقيل ينظر الى الشخص فى أرض مستوية فلا يدرى أرجل هو أم امرأة أو ذاهب أو آت (وقال النووى) الميل ستة آلاف ذراع، والذراع أربعة وعشرين إصبعًا معترضة معتدلة، قال الحافظ وهذا الذى قال هو الأشهر، ومنهم من عبر عن ذلك باثنى عشر ألف قدم بقدم الأنسان؛ وقيل هو أربعة آلاف ذراع، وقيل ثلاثة آلاف ذراع نقله صاحب البيان، وقيل خمسمائة، وصححه ابن عبد البر، وقيل ألفا ذراع، ومنهم من عبر عن ذلك بألف خطوة للجمل، قال ثم إن الذراع الذى ذكره النووى تحريره قد حرره غيره بذراع الحديد المشهور فى مصر والحجاز فى هذه الأعصار فوجده ينقص عن ذراع الحديد بقدر الثمن، وعلى هذا فالميل بذراع الحديد فى القول المشهوو خمسة آلاف ذراع ومائتان وخمسون ذراعًا اهـ (قلت) والقول بأن الميل أربعة آلاف ذراع هو رأى المحدثين، واختاره الحنفية، وقالت المالكية الصحيح أن الميل ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع على ما قاله ابن عبد البر، وقيل ثلاثة آلاف ذراع، ومشهور المذهب أنه ألفا ذراع، والذراع ستة وثلاثون إصبعا (وقالت الشافعية والحنابلة) الميل ستة آلاف ذراع، والذراع عندهما أربعة وعشرون إصبعا (والفرسخ) فى الأصل السكون ذكره ابن سيده، وقيل السعة؛ وقيل الشئ الطويل، وذكر الفراء أن الفرسخ فارسي معرّب