كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(1221) عن حفص عن أنس بن مالك رضى الله عنه أنَّه قال انطلق بنا إلى الشَّام إلى عبد الملك ونحن أربعون رجلًا من الأنصار ليفرض لنا، فلمَّا رجع وكنَّا بفجِّ النَّاقة صلَّى بنا العصر ثمَّ سلَّم ودخل فسطاطه وقام القوم يضيفون إلى ركعتيه ركعتين أخريين، قال فقال قبح الله الوجوه فوالله ما أصابت السُّنَّة ولا قبلت الرُّخصة، فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنَّ أقوامًا يتعمقون فى الدِّين يمرقون كما يمرق السَّهم من الرّميَّة
(1222) عن يحيى بن أبى إسحاق قال سألت أنس بن مالك رضي الله عنه
__________
وهو ثلاثة أميال اهـ واعلم أن التقدير فى الحديث بثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ ليس على سبيل الاشتراط، وإنما وقع بحسب الحاجة لأن الظاهر من أسفاره صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يسافر سفرًا طويلا فيخرج عند حضور فريضة مقصورة ويترك قصرها بقرب المدينة ويتمها، وإنما كان يسافر بعيدًا من وقت المقصورة فتدركه على ثلاثة أميال أو أكثر أو نحو ذلك فيصليها حينئذ، والأحاديث المطلقة مع ظاهر القرآن يتعاضدان على جواز القصر من حيث يخرج من البلد فانه حينئذ يسمى مسافرًا، يعنى من حين يفارق بنيان بلده أو خيام قومه إن كان من أهل الخيام أفاده النووى (تخريجه) (م. د. هق)
(1221) عن حفص عن أنس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسين بن محمد ثنا خلف عن حفص عن أنس بن مالك "الحديث" (غريبه) (1) الفج الطريق الواضح الواسع، والجمع فجاج مثل سهم وسهام، والظاهر أن المراد به هنا اسم موضع كان معلوما عندهم (2) الفسطاط بضم الفاء وكسرها بيت من الشعر والجمع فساطيط وهو المراد هنا (3) القبح ضد الحسن يقال قبحه الله يقبحه بفتحتين نحاه عن الخير، وفى التنزيل (هم من المقبوحين) أى المبعدين عن الفوز، والتثقيل مبالغة وقبح عليه فعله اذا كان مذمومًا (4) المتعمق المبالغ فى الأمر المتشدد فيه الذى يطلب أقصى غايته (وقوله يمرقون من الدين) أى يجوزونه ويمرقونه ويتعدّونه كما يخرق السهم الشئ المرمىّ به ويخرج منه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الأمام أحمد وسنده جيد
(1222) عن يحى بن أبى إسحاق (سنده) عبد الله حدثنى أبي ثنا إسماعيل

الصفحة 104