كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
(1227) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال أقام رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بتبوك عشرين يومًا يقصر الصَّلاة
__________
(وقد اختلفت الأحاديث) فى إقامته صلى الله عليه وسلم فى مكة عام الفتح فروى ما ذكر فى حديث الباب، وروى عشرون، أخرجه عبد بن حميد فى مسنده عن ابن عباس (وروى) خمسة عشر أخرجه النسائى وأبو داود وابن ماجه والبيهقى عن ابن عباس أيضا (قال البيهقى) أصح الروايات فى ذلك رواية البخارى، وهى رواية تسع عشرة بتقديم التاء، وجمع إمام الحرمين والبيهقى بين الروايات باحتمال أن يكون فى بعضها لم يعدّ يومى الدخول والخروج وهى رواية سبع عشرة بتقديم السين، وعدّها فى بعضها وهى رواية تسع عشرة بتقديم التاء، وعدّ يوم الدخول ولم يعدّ يوم الخروج وهى رواية ثمانية عشر، قال الحافظ وهو جمع متين، وتبقى رواية خمسة عشر شاذة، ورواية عشرين وهى صحيحة الأسناد إلا أنها شاذة أيضا، وقد ضعف النووى فى الخلاصة رواية خمسة عشر، قال الحافظ وليس بجيد لأن رواتها ثقات ولم ينفرد بها ابن إسحاق، فقد أخرجها النسائى من رواية عراك بن مالك عن عبد الله كذلك، واذا ثبت أنها صحيحة فلحمل على أن الراوى ظن أن الأصل سبع عشرة فحذف منها يومى الدخول والخروج فذكر أنها خمس عشرة، واقتضى ذلك أن رواية تسع عشرة أرجح الروايات، وبهذا أخذ إسحاق بن راهويه، ويرجحها أيضا أنها أكثر ما وردت به الروايات الصحيحة، وأخذ الثورى وأهل الكوفة برواية خمس عشرة لكونها أقل ما ورد، فيحمل ما زاد على أنه وقع اتفاقًا (وأخذ الشافعى) بحديث عمران بن حصين الآتى والله أعلم
(1227) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحى بن أبى كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله "الحديث" (غريبه) (1) بفتح الفوقية بعدها باء موحدة هو مكان بين المدينة والشام على بعد أربع عشرة مرحلة من المدينة، جاءها النبى صلى الله عليه وسلم وهم ينزفون ماء بقدح فقال ما زلتم تبوكونها فسميت حينئذ تبوك، ذكره القتيبى وغيره، وهى آخر غزوة غزاها النبى صلى الله عليه وسلم وهى الفردة لأنها لم يكن فى عامها غيرها، ولم يغز صلى الله عليه وسلم بعدها حتى توفى، وسماها الله تعالى ساعة العسرة لوقوعها فى شدة الجدب والحر وقلة الزاد والظَّهر، وسيأتى الكلام عليها مفصلا فى كتاب الغزوات إن شاء الله تعالى (تخريجه) (د. حب. هق) وصححه ابن حزم والنووي