كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
أربعًا فإنَّا سفر، واعتمرت معه ثلاث عمر فلم يصلِّ إلاَّ ركعتين، وحججت مع أبى بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما حجَّات فلم يصلِّيا إلاَّ ركعتين حتَّى رجعا إلى المدينة (وعنه من طريق ثان بنحوه وفيه) ما سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرًا إلاَّ صلَّى ركعتين ركعتين حتَّى يرجع، وإنّه أقام بمكَّة زمان الفتح ثمانى عشرة ليلةً يصلِّى بالنَّاس ركعتين ركعتين، قال أبى وحدَّثناه يونس بن محمَّد بهذا الإسناد وزاد فيه إلاَّ المغرب، ثمَّ يقول يا أهل مكَّة قوموا فصلُّوا ركعتين أخريين فإنَّا سفر، ثمَّ غزا حنينًا والطَّائف فصلَّي ركعتين ركعتين، ثمَّ رجع إلى جعرانة فاعتمر منها فى ذى القعدة، ثمَّ غزوت مع بى بكر رضى الله تعالى عنه وحججت واعتمرت فصلَّى ركعتين ركعتين، ومع عمر رضى الله فصلَّى ركعتين ركعتين، قال يونس إلاَّ المغرب،
__________
الثانية (وقوله سفر) بفتح السين المهملة وسكون الفاء أى مسافرون، وفيه حجة للقائلين ان من أقام ببلد ينتظر قضاء حاجته يقصر الصلاة الى ثمانية عشر يومًا، وهم الشافعية فى المشهور عنهم، وقال الثلاثة والشافعى فى رواية أخرى يقصر أبدًا مدة انتظاره تلك الحاجة لأن الأصل السفر، واستدلوا بما أخرجه البيهقى بسند صحيح أن ابن عمر أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة (1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا على بن زيد عن أبى نضرة أن فتى سأل عمران بن حصين عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السفر فذكر نحوه وفيه الخ (2) يعنى أن الأمام أحمد ذكر لابنه عبد الله رحمهما الله أن يونس بن محمد حدثه بهذا الحديث بالأسناد المتقدم والمنن أيضا إلا أنه زاد فى المتن قوله إلا المغرب بعد قوله ركعتين ركعتين، لأن المغرب لا تقصر فانها وتر النهار كما تقدم، وهكذا يقال فيما سيأتى (3) بكسر الجيم وسكون العين وفتح الراء مخففة، قال فى القاموس وقد تكسر العين وتشدد الراء، قال وقال الشافعى التشديد خطأ - موضع بين مكة والطائف سمى بريطة بنت سعد، وكانت تلقب بالجعرانة، وهى المرادة فى قوله تعالى {كالتى نقضت غزلها} اهـ