كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(4) باب الجمع بأذان واقامة من غير صلاة تطوع بين المجموعتين
(1252) عن عبد الرَّحمن بن يزيد قال كنت مع عبد الله بن مسعود رضى الله عنه بجمع فصلَّى الصَّلاتين كلَّ صلاة وحدها بأذان وإقامة والعشاء بينهما وصلَّي الفجر حين سطع الفجر أو قال حين قائل طلع الفجر، وقال
__________
فحواه على مقتضاه، وقد صح الحديث فى الجمع للمستحاضة، والاستحاضة نوع مرض، ولمالك فى الموطأ عن نافع أن ابن عمر كان اذا جمع الأمراء بين المغرب والعشاء فى المطر جمع معهم (وللأثرم) فى سنته عن أبى سلمة بن عبد الرحمن أنه قال من السنة اذا كان يوم مطير أن يجمع بين المغرب والعشاء اهـ (قال النووى رحمه الله) ويجوز الجمع بالمطر فى وقت الأولى ولا يجوز فى وقت الثانية على الأصح لعدم الوثوق باستمراره الى الثانية، وشرط وجوده عند الأحرام بالأولى والفراغ منها وافتتاح الثانية، ويجوز ذلك لمن يمشى الى الجماعة فى غيركنّ بحيث يلحقه بلل المطر، والأصح أنه لا يجوز لغيره، هذا مذهبنا فى الجمع بالمطر، وقال به جمهور العلماء فى الظهر والعصر وفى المغرب والعشاء، وخصه مالك رحمه الله تعالى بالمغرب والعشاء؛ وأما المريض فالمشهور من مذهب الشافعى والأكثرين أنه لا يجوز له، وجوزه أحمد "قلت ومالك" وجماعة من أصحاب الشافعى وهو قوى فى الدليل، وقال أبو حنيفة لا يجوز الجمع بين الصلاتين بسبب السفر ولا المطر ولا المرض ولا غيرها إلا بين الظهر والعصر بعرفات بسبب النسك وبين المغرب والعشاء بمزدلفة بسبب النسك أيضا، والأحاديث الصحيحة فى الصحيحين وسنن أبى داود "قلت ومسند الأمام أحمد أيضا" حجة عليه اهـ
(1252) عن عبد الرحمن بن يزيد (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد "الحديث" (غريبه) (1) بفتح الجيم وسكون الميم أى المزدلفة وسميت جمعا لأن آدم اجتمع فيها مع حواء وازدلف اليها أى دنا منها، وروى عن قتادة أنها سميت جمعا لأنها يجمع فيها بين الصلاتين وقيل وصفت بفعل أهلها لأنهم يجتمعون بها ويزدلفون الى الله أى يتقربون اليه بالوقوف فيها، وسميت المزدلفة إما لاجتماع الناس بها. أو لاقترابهم الى منى. أو لازدلاف الناس منها جميعا. أو للنزول بها فى كل زلفة من الليل. أو لأنها منزلة وقربة الى الله تعالى، أو لازدلاف الناس منها جميعا. أو للنزول بها فى كل زلفة من الليل. أو لأنها منزلة وقربة الى الله تعالى، أو لازدلاف آدم الى حواء بها. قاله الحافظ (2) أى المغرب والعشاء (3) العشاء بفتح العين المهملة أي طعام

الصفحة 135