كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

ربنا ولك الحمد وإن صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون
(1267) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال صرع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من فرش على جذع نخلة فانفكت قدمه فدخلنا عليه نعوده فوجدناه يصلِّى، فصلَّينا بصلاته ونحن قيام فلمَّا صلَّى قال إنما جعل الإمام ليؤتمَّ به فإن صلَّى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإن صلَّى جالسًا فصلُّوا جلوسًا، ولا تقوموا وهو جالس كما يفعل أهل فارس بعظمائها
__________
بين تكبيرة الأحرام وغيرها (1) فيه دليل لمن قال إنه يقتصر المؤتم فى ذكر الرفع من الركوع على قوله ربنا ولك الحمد، وقد تقدم الكلام على ذلك فى باب أذكار الرفع من الركوع، وتقدم الكلام أيضا على اختلاف الروايات فى زيادة الواو وحذفها من قول ربنا ولك الحمد (2) فيه دليل لمن قال إن المأموم يتابع الأمام فى الصلاة قاعدًا وان لم يكن المأموم معذورًا، واليه ذهب الأمام أحمد وإسحاق والأوزاعى وأبو بكر بن المنذر وداود وبقية أهل الظاهر وقوله (أجمعون) كذا فى أكثر الروايات بالرفع على التأكيد بضمير الفاعل فى قوله صلوا، وفى بعضها بالنصب على الحال والله أعلم (تخريجه) (ق. والأربعة. وغيرهم)
(1267) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبى سفيان عن جابر "الحديث" (غريبه) (3) أى سقط عن ظهرها (وقوله على جذع نخلة) أى على ساق نخلة ذهب أعلاها وبقى أصلها فى الأرض (4) الفك نوع من الوهن والخلع، وانفك العظم انتقل من مفصله، يقال فككت الشئ أبنت بعضه من بعض (5) ظاهره يخالف حديث أنس المتقدم لأنه قال فيه "فصلى قاعدًا وصلينا قعودًا" والجمع بينهما أن فى رواية أنس اختصارًا، وكأنه اقتصر على ما آل اليه الحال بعد أمره لهم بالجلوس؛ ففى رواية الحميد عن أنس "فصلى بهم جالسا وهم قيام فلما سَّلم قال إنما جعل الأمام ليؤتم به" وفيها أيضا اختصار، لأنه لم يذكر فيها أنه صلى الله عليه وسلم أشار اليهم بالجلوس، والجمع بينهما أنهم ابتدؤا الصلاة قياما فأومأ اليهم بأن يقعدوا فقعدوا، فنقل كل من الزهرى وحميد أحد الأمرين؛ وجمعتهما عائشة فى حديثها الآتى حيث قالت "فصلى بهم جالسا فجعلوا يصلون قياما فأشار اليهم أن اجلسوا" أفاده الحافظ (6) يشير الى أن أهل فارس والروم كانوا يقومون على رؤس ملوكهم وهم جالسون تعظيما لهم فنهينا عن التشبه بهم (تخريجه) (د. وغيره) وأخرجه أيضا (م. نس. جه) من رواية الليث عن أبى الزبير عن جابر بلفظ

الصفحة 147