كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
باب تطوع النبى صلى الله عليه وسلم قاعدا
عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يصلِّى كثيرًا من صلاته وهو جالسٌ
عن أمِّ سلمة رضى الله عنها قالت والَّذى توفىَّ نفسه تعنى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ما توفيَّ حتَّى كانت أكثر صلاته قاعدًا إلاَّ المكتوبة، وكان أعجب العمل إليه الَّيه الَّذي يدوم عليه العبد وإن كان يسيرًا
__________
ولكني لست كأحد منكم) قال النووى رحمه الله فى شرح الحديث، وأما قوله صلى الله عليه وسلم فانى لست كأحد منكم فهو عند أصحابنا من خصائص النبى صلى الله عليه وسلم جعلت نافلته قاعدًا مع القدرة على القيام كنافلته قائما تشريفا له كما خص بأشياء معروفة فى كتب أصحابنا وغيرهم، وقد استقصيها فى أول كتاب تهذيب الأسماء واللغات، وقال القاضى عياض معناه أن النبى صلى الله عليه وسلم لحقه مشقة من القيام لحطم الناس وللسن (يعنى لما تحمله من أثقالهم وأعمالهم وكثرة مصالحهم والحطم كسر الشئ) فكان أجره تاما بخلاف غيره ممن لا عذر له، هذا كلامه وهو ضعيف أو باطل، لأن غيره صلى الله عليه وسلم إن كان معذورا فثوابه أيضًا كامل، وإن كان قادرا على القيام فليس هو كالمعذور فلا يبقى فيه تخصيص، فلا يحسن على هذا التقدير لست كأحد منكم وإطلاق هذا القول (فالصواب) ما قاله أصحابنا أن نافلته صلى الله عليه وسلم قاعدا مع القدرة على القيام ثوابها كثوابه قائما وهو من الخصائص والله أعلم أهـ
(1281) عن عائشة رضى الله عنها (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو نعيم قال ثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثنى عن عائشة "الحديث" (غريبه) (1) أى التطوع ولم يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم إلا فى آخر مدته عندما كبر وأسن وكان ذلك قبل وفاته بعام أو عامين كما يستفاد ذلك من الأحاديث الآتية وجاء مصرحا به فى رواية عند مسلم عن عروة عن عائشة قالت "لما بدَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان أكثر صلاته جالسا" (تخريجه) (م. وغيره) وقوله بدَّن بتشديد الدال المهملة أى كبر فى السن (1282) عن أم سلمة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق قال ثنا سفيان عن أبى اسحاق عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة "الحديث" (تخريجه) (نس) وأخرج نحوه النسائى ومسلم من حديث عائشة