كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(أبواب صلاة الجماعة)
(1) باب ماورد فى فضلها
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرَّجل في جماعةٍ تزيد عن صلاته فى بيته وصلاته فى سوقه بضعًا وعشرين درجةً، وذلك أنَّ أحدكم إذا توضَّأ فأحسن الوضوء ثمَّ أتى المسجد لا يريد
__________
(1287) عن أبي هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة "الحديث" (غريبه) (1) قال ابن دقيق العيد مقتضاه أن الصلاة فى المسجد جماعة تزيد على الصلاة فى البيت والسوق جماعة وفرادى، ولكنه خرج مخرج الغالب فى أن لم يحضر الجماعة فى المسجد صلى منفرد، قال وبهذا يرتفع الأشكال عمن استشكل تسوية الصلاة فى البيت والسوق اهـ باختصار (قال الحافظ) ولا يلزم من حمل الحديث على ظاهره التسوية بين صلاة البيت والسوق، إذ لا يلزم من استوائهما فى المفضولية أن لا تكون إحداهما أفضل من الأخرى، وكذا لا يلزم منه أن كون الصلاة جماعة فى البيت أو السوق لا فضل فيها على الصلاة منفردًا، بل الظاهر أن التضعيف المذكور مختص بالجماعة فى المسجد، والصلاة فى البيت مطلقا أولى منها فى السوق، لما ورد من كون الأسواق موضع الشياطين، والصلاة جماعة فى البيت وفى السوق أولى من الانفراد اهـ (وقال النووى أيضا) المراد فى بيته وسوقه منفردًا هذا هو الصواب، وقيل غير ذلك وهو قول باطل نبهت عليه لئلا يغتربه اهـ (وقوله بضعا) البضع بكسر الباء من الثلاثة الى العشرة على الرجح، وتقدم الكلام فيه فى الباب الخامس من كتاب الأيمان وغيره (وقوله درجة) قال الشوكانى هو مميز العدد المذكور؛ وفى الروايات كلها التعبير بقوله درجة أو حذف المميز الا طرق أبى هريرة ففى بعضها ضعفا، وفى بعضها جزءًا، وفى بعضها درجة، وفى بعضها صلاة، ووجد هذا الأخير فى بعض طرق أنس، والظاهر أن ذلك من تصرف الرواة، ويحتمل أن يكون ذلك من التفنن فى العبارة، والمراد أنه يحصل له من صلاة الجماعة مثل أجر صلاة المنفرد سبعا وعشرين درجة اهـ (وقال الترمذى) عامة من روى عن النبى صلى الله عليه وسلم إنما قالوا خمسا وعشرين الا ابن عمر فانه قال بسبع وعشرين (وقال الحافظ) لم يختلف عليه فى ذلك الا ما وقع عند عبد الرازق عن عبد الله العمرى عن نافع قال خمسا وعشرين، لكن العمرى ضعيف، وكذلك وقع عند ابى عوانة فى مستخرجه، لكنها شاذة مخالفة لرواية الحفاظ، وروى بلفظ سبع وعشرين

الصفحة 161