كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(1288) عن عبد الله (يعنى ابن مسعودٍ) رضى الله عنه قال من سرَّه أن يلقى عزَّ غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصَّلوات المكتوبات حيث ينادى بهنَّ فإنَّهنَّ من سنن الهدى وإنَّ الله عزَّ وجلَّ شرع لنبيكم سنن الهدى، وما منكم إلاَّ وله مسجدٌ فى بيته، ولو صلَّيتم فى بيوتكم كما يصلِّى هذا المتخلَّف فى بيته لتركتم سنَّة نبيِّكم، ولو تركتم سنَّة نبيِّكم لضللتم ولقد رأيتنى وما يتخلَّف عنها إلاَّ منافقٌ معلومٌ نفاقه ولقد رأيت الرَّجل يهادى بين الرَّجلين حتَّى يقام في الصَّفِّ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
من أبي هريرة سأله فقال ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال فساء أو ضراط (ورواه الأمام مالك) فى الموطأ بلفظ "من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامدًا الى الصلاة فانه فى صلاة ما كان يعمد الى الصلاة وانه يكتب له باحدى خطوتيه حسنة ويمحى عنه بالأخرى سيئة، فاذا سمع احدكم الأقامة فلا يسع فان أعظمكم أجرًا أبعدكم دارًا، قالوا يا أبا هريرة؟ قال من أجل كثرة الخطا" ورواه ابن حبان فى صحيحه بلفظ "ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حين يخرج أحدكم من منزله الى مسجدى فرجل تكتب له حسنة ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع" ورواه النسائى والحاكم بنحو لفظ ابن حبان وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
(1288) عن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو معاوية ثنا ابراهيم بن مسلم الهجرى عن أبى الأحوص عن عبد الله "الحديث" (غرببه) (1) يعنى يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة "يوم يفر المرء من اخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه" وعبر بالغد لأنه فى المستقبل ولا يعلم وقته إلا الله عز وجل، وفى قوله مسلما إشارة الى أن من لم يحافظ على الصلوات المكتوبات فليس بمسلم، وتقدم الكلام على ذلك فى أول كتاب الصلاة (2) أى يؤذّن لهن بدخول الوقت (3) أى من طرائق الهدى والصواب (4) أى لخدتم عن الطريق المستقيم ولملتم عن الصواب (5) المنافق هو الذى يظهر مالا يبطن كما قال تعالى (يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم) وهو الكذاب المذبذب كما وصفه الله تعالى فى كتابه وهو الذى لا يخشى الله ولا يرعى الحق، ويتقى ضرر الناس ولا يتقى عقاب الله، نعوذ بالله من ذلك (6) اى يتساند على اثنين لشدة ضعفه او مرضه ويتحمل الذهاب الى المسجد لما اعده الله له من الثواب العظيم

الصفحة 163