كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

ما من رجلٍ يتوضأ فيحسن الوضوء ثمَّ يأتى مسجدًا من المساجد فيخطو خطوةً إلاَّ رفع بها درجةٌ أوحطَّ بها عنه خطيئةٌ وكتبت له حسنةٌ، حتَّى أن كنَّا لنقارب بين الخطا وإنَّ فضل صلاة الرَّجل فى جماعةٍ على صلاته وحده بخمسٍ وعشرين درجةً
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال تفضل الصلَّاة في الجميع صلاة الرَّجل وحده خمسًا وعشرين ويجتمع ملائكة اللَّيل وملائكة النَّهار فى صلاة الفجر، ثمَّ يقول أبو هريرة اقرؤا إن شئتم {وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مشهودًا}
__________
والأجر الجسيم (1) فى أكثر الروايات "وحطَّ" بالواو بدل أو فتكون الخطوة الواحدة فيها إثبات حسنة ومحو سيئة، وهو المناسب لسعة فضل الله عز وجل (2) أى يضيقون الخطا بعدم السعى لتكثر الخطوات فتكثر الحسنات (تخريجه) (م. د. نس. جه)
(1289) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهرى عن سعيد بن الميسب عن أبى هريرة "الحديث" (غريبه) (3) لم يذكر فى رواية الأمام أحمد تمييز العدد، وذكر فى البخارى ولفظه "بخمس وعشرين جزءًا" (4) قيل المراد بالملائكة هنا الحفظة، وقيل حفظه الأعمال، وتقدم الكلام على ذلك فى باب فضل صلاتى الصبح والعصر، قال العلماء وهذا الاجتماع هو الموجب لتفضيل صلاة الفجر مع الجماعة وكذا فى صلاة العصر أيضا، ولذلك حث الشارع على المحافظة عليهما ليكون من حضرهما ترفع الملائكة عمله وتشفع له (قال ابن بطال) ويمكن أن يكون اجتماع الملائكة فيهما هما الدرجتان الزائدتان على الخمسة والعشرين جزءا فى سائر الصلوات التى لا تجتمع الملائكة فيها (5) كناية عن صلاة الفجر، لأن الصلاة مستلزمة للقرآن (وقوله) مشهودًا أى محضورا فيه، اى تحضره الملائكة (تخريجه) (ق. نس) وزاد البخارى قال شعيب وحدثنى نافع عن عبد الله بن عمر قال "تفضلها بسبع وعشرين درجة".

الصفحة 164