كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه وصلاة الرَّجل مع الرَّجلين أزكى من صلاته مع رجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى لله تعالى (وعنه من طريقٍ ثانٍ) قال صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فلمّا صلَّي قال شاهد فلانٌ؟ فسكت القوم، قالوا نعم ولم يحضر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ أثقل الَّصلَّاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر (فذكر نحو ما تقدَّم وفيه) إنَّ صلاتك مع رجلين أزكى من صلاتك مع رجلٍ، وصلاتك مع رجلٍ أزكى من صلاتك وحدك، وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى (وعنه من
__________
من الفضل لقيامهم بحقها دون المنافقين والله أعلم (1) أى فى القرب من الله عز وجل ونزول الرحمة وإتمامه واعتداله، ويستفاد منه أن الكلائكة يصفون لعبادة الله تعالى، وقد صرح بذلك فى حديث جابر، وسيأتى فى باب الحث على تسوية الصففوف ورصها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قالوا يا رسول الله كيف نصف الملائكة عند ربها؟ قال يتمون الصفوف الأولى ويتراصون فى الصف" (وعن النعمان بن بشير) رضى الله عنه قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأولى" رواه الأمام أحمد وسيأتى فى باب فضل الصف الأول (2) أى لا ستبقوا اليه كما فى رواية (3) أى أكثر ثوابًا من صلاته مع رجل واحد (4) أة وكلما كثرت الجماعة فهو أحب الى الله تعالى جعلت ما شرطية، وإن جعلت موصولة فالتقدير، والصلاة التي كثر فيها المصلون أحب إلى الله تعالى وذكَّر الضمير باعتبار لفظ ما، وقرن الخبر بالفاء لأن الموصول يشبه الشرط فى العموم، ومحبة الله تعالى كناية عن رحمته وإحسانه لعبده (5) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن سفيان عن أبى إسحاق عن عبد الله بن أبى بصير عن أبىّ بن كعب قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر "الحديث" (6) هكذا بالأصل "فسكت القوم قالوا نعم ولم يحضر" ولم أجد هذه الجملة لأحد غير الأمام أحمد ممن روى الحديث، والذى وجدته عندهم هو أن النبى صلى الله عليه وسلم "اشاهد فلان قالوا لا" كما ثبت فى الطريق الأولى عند الأمام احمد، فان لم تكن هذه الجملة دحلها تحريف فالظاهر والله أعلم أن بعض القوم سكت لكونه لم يعلم بحضور المسؤول عنه، وبعضهم قال نعم ظنا منه أنه حضر