كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

قال أتسمع النِّداء؟ قلت نعم، قال ما أجد لك رخصةً
حدّثنا عبد الله حدَّثني أبى حدثنا سفيان عن الزُّهرِّى ِّ فسئل سفيان عمَّن قال هو محمودٌ إن شاء الله أنَّ عتبان بن مالكٍ كان رجلًا محجوب البصر وإنَّه ذكر للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم التَّخلُّف عن الصلَّاة، قال هل تسمع النِّداء؟ قال نعم، قال فلم يرخَّص له
عن أبى موسي (الأشعريِّ) رضى الله عنه قال علَّمنا رسول الله
__________
والتيسير (1) أي لا رخصة لك فى التخلف ما دمت تسمع الأذان، وحمله القائلون بعدم وجوب الجماعة على أنه لا رخصة لك إن طلبت فضيلة الجماعة وأنك لا تحرز أجرها مع التخلف عنها بحال، ولعله صلى الله عليه وسلم علم من حال أم مكتوم أنه لا مشقة عليه فى الأنيان وجده بدون فائدة وإلا فالعمى عذر (تخريجه) (جه. طب. حب) وسنده جيد
(1303) حدّثنا عبد الله (غريبه) (2) يعنى أن سفيان سئل عمن روى الزهرى هذا الحديث؟ فقال هو محمود إن شاء الله؛ يعنى رواه عن محمود بن الربيع عن عتبان، وقد ثبتت روايته عن محمود بن الربيع عن عتبان عند البخارى فى باب المساجد فى البيوت، وعند الأمام أحمد أيضا فى رواية أخرى، وتقدمت فى باب اتخاذ المساجد فى البيوت من أبواب المساجد (3) يستفاد من هذا الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يرخص لعتبان أيضا، وقد ثبت فى حديث آخر عند البخارى والأمام احمد وغيرهما أنه رخص له بالتخلف، وتقدم ذلك فى باب اتخاذ المساجد فى البيوت فكيف الجمع بينهما (قلت) يجمع بينهما بأنه صلى الله عليه وسلم لم يرخص لعتبان أولًا لظنه أنه لا يجد مشقة، فلما شكى له وجود المشقة وتحقق النبى صلى الله عليه وسلم ذلك رخص له باتخاذ مسجد فى بيته والتخلف 0 فان قيل) لم لم يرخص لابن أم مكتوم وعذرهما واحد وكلاهما يسمع الأذان؟ (قلت) لعله وجد فلا ابن أم مكتوم من الاهتداء إلى المسجد بدون مشقة ما لم يجده فى عتبان، وليس كل العميان سواء فى الاهتداء إلى الطريق لأننا نشاهد أن بعض العميان يهتدى الى الطريق بسهولة مهما كانت وعرة، وبعضهم لا يهتدى اليها وإن كانت سهلة، وربما وجد عذرًا آخر لعتبان لم يجده لابن أم مكتوم والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه مختصرًا بهذا السياق إلا عند الأمام أحمد ورواه) ق. نس. جه) والأمام أيضا وتقدم فى باب اتخاذ المساجد فى بيوت مطولا
(1304) عن أبى موسى الأشعرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا

الصفحة 174