كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
القاصية والنَّاحية فإيَّاكم والشِّعاب وعليكم بالجماعة والعامَّة والمسجد
(4) باب ما جاء فى التشديد على من تخلف عن الجماعة خصوصا العشاء والفجر
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم لينتهنَّ رجالٌ مَّمن حول المسجد لا يشهدون العشاء الآخرة فى الجميع أو لأحرَّقن حول بيوتهم بحزم الحطب
وعنه أيضًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما فى البيوت من النساء
__________
من الغنم (1) بحاء مهملة أى التى غفل عنها وبقيت فى جانب منفردة (2) بكسر الشين المعحمة جمع شعب كناية عن عدم التفرق والبعد، لأن من كان فى شعب كان بعيدًا من الناس، والمعنى احذروا التفرق والاختلاف (3) أى الزموا ما عليه جماعة أهل السنة فى كل شئ ومن ذلك الجماعة فى الصلاة وقوله (والعامة) أى جمهور الامة المحمدية فانهم أبعد عن مواقعة الخطأ وقوله (والمسجد) أى لأنه أحب البقاع إلى الله تعالى ومنه يفر الشيطان فيغدو إلى السوق (تخريجه) (عب) وسنده جيد (الأحكام) أحاديث الباب تدل على الترغيب فى حضور الصلاة جماعة بالمسجد والتحذير من تركها (وفيها أيضًا) عدم الترخص للأعمى فى التخلف عنها ما دام يسمع النداء ويهتدى الى الطريق (وفيها أيضًا) ان الشيطان يستحوذ على من تخلف عن الجماعة بدون عذر وفيها غير ذلك والله أعلم
عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزيد أنا ابن أبى ذئب عن عجلان عن أبى هريرة "الحديث" (غريبه) (4) أى ممن بيوتهم قريبة من المسجد بحيث يسمعون الأذان (وقوله فى الجميع) يعنى الجماعة (5) بالتشديد، والمراد به التكثير يقال حرّفه إذا بالغ فى تحريقه (وقوله حول بيوتهم) ظاهره أن المراد بالتحريق الأرهاب أو تحريق البيوت فقط لا نفس السكان؛ لكن ورد فى الصحيحين وعن الأمام أحمد من رواية أبى هريرة ايضا ما يفيد أن العقوبة ليست قاصرة على المال، بل المراد تحريق المقصودين والبيوت تبعا لساكينها، وفى رواية مسلم من طريق أبى صالح "فأخرق بيوتا على من فيها" (تخريجه) أورده الهيثمى وقال هو فى الصحيح خلاقو له ممن حول المسجد، رواه أحمد ورجاله موثقون (1308) وعنه أيضا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا خلف قال ثنا أبو معشر عن شعيد المقبرى عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما في البيوت