كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
إلاَّ أحرقته عليه، فقال ابن أمِّ مكتومٍ يا رسول الله إنَّ بينى وبين المسجد نخلًا وشجرًا ولا أقدر على قائدٍ كلَّ ساعةٍ، أيسعنى أن أصلِّى فى بيتى؟ قال أتسمع الإقامة؟ قال نعم، قال فأتها
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم لقد هممت أن آمر فتياني فيجمعوا حطبًا، ثمَّ آمر رجلًا يومُّ النَّاس ثمَّ أخالف إلى رجالٍ يتخلَّفون عن الصلّاة فأحرِّق عليهم بيوتهم وايم الله لو يعلم أحدهم أنَّ له بشهودها عرقًا سمينًا
__________
المراد بالإقامة هنا الأذان كما صرح بذلك فى حديث جابر فى الباب السابق (2) فيه أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يرخص له مع ما أبداه من العذر، وقد حمله العلماء على أنه لا يشق عليه التصرف بالمشى وحده ككثير من العميان (تخريجه) (خز. ك) وصحح إسناده وأقره الذهبى (1311) عن أبى هريرة (سنده) عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو سعيد حدثنا محمد بن عجلان عن أبيه عن أبى هريرة "الحديث" (غريبه) (3) لفظ البخارى "والذى نفسى بيده لقد هممت" وهو قسم كان النبى صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يقسم به، ومعناه أن ـمر نفوس العباد بيد الله أى بتقديره وتدبيره، وفيه جواز القسم على الأمر الذى لا شك فيه تنبيهًا على عظم شأنه، وفيه الرد على من كره أن يحلف بالله مطلقا (وقوله لقد هممت) اللام جواب القسم، والهم العزم وقيل دونه، وزاد مسلم فى أوله أنه صلى الله عليه وسلم فقد ناسًا فى بعض الصلوات فقال لقد هممت، فأفاد ذكر سبب الحديث قاله الحافظ (4) أى آتيهم من خلفهم، وقال الجوهرى خالف الى فلان أى أتاه اذا غاب عنه، أو المعنى أخالف الفعل الذى أظهرت من إقامة الصلاة وأتركه ,اسير اليهم وأخالف ظنهم فى أدنى مشغول بالصلاة عن قصدى اليهم، أو معنى أخالف أتخلف أى عن الصلاة الى قصدى المذكورين، والتقييد بالرجال يخرج النساء والصبيان (5) أيم مختصر من أيمن، وهو اسم استعمل فى القسم والتزم رفعه كما التزم رفع لعمر الله، وهمزته عند البصريين وصل، واشتقاقه عندهم من اليمن وهوى البركة، وعند الكوفيين قطع، لأنه جمه يمين عندهم، فقوله هنا وايم الله مختصر منه، فيقال وايم الله بحذف الهمزة والنون (6) بفتح العين المهملة وسكون الراء بعدها قاف، قال الخليل العراق