كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

والكفر والنَّفاق من سمع منادى الله ينادى بالصَّلاة يدعو إلى الفلاح ولا يجيبه
__________
يقال جفاه إذا بعد عنه وأجفاه اذا أبعده (1) أى خصال من سمع منادى الله يعنى المؤذن (2) أى المكتوبة (وقوله يدعو الى الفلاح) أى يدعوه الى سبب البقاء فى الجنة والفوز بدار النعيم وهو الصلاة (3) أى بالسعى الى الجماعة وليس المراد أن عدم الأجابة يقتضى الكفر، بل المراد أن فعل من لم يجب كفعل الكفرة والمنافقين فى الاتصاف بهذا الوصف أى عدم الأجابة والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبرانى فى الكبير وفيه زبان بن فائد ضعفه ابن معين ووثقه أبو حاتم اهـ (قلت) وفى إسناد الأمام أحمد بن لهيعة أيضا وحسن بعضهم إسناد الطبرانى والله أعلم (وفى الباب) عند (م. مذ. جه. هق) وأبى داود (ولفظه) قال حدثنا النفيلى ثنا أبو الملليح حدثنى يزيد بن يزيد حدثنى يزيد بن الأصم قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد هممت أن آمر فتيتى فيجمعوا لى حزمًا من حطب ثم آتى قوما يصلون فى بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم، قلت ليزيد بن الأصم يا أبا عوف الجمعة عنى أو غيرهما فقال صمّضتا أذناى إن لم أكن سمعت أبا هريرة ياثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما ذكر جمعة ولا غيرهما" ورواه الأمام احمد أيضا بدون قوله "ليست بهم علة" وسيأتى فى باب وجوب الجمعة والتغليظ فى تركها (وعن أنس بن مالك) رضى الله عنه نحو حديث أبى هريرة وفيه "لقد هممت أن آمر رجلا أن يصلى بالناس فى جماعة ثم أنصرف الى قوم سمعوا النداء فلم يجيبوا فأحرقها عليهم نارًا، انه لا يتخلف عنها إلا منافق" رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله موثقون (وعن ابن عباس) رضى الله عنهما قال "من سمع حى على الفلاح فلم يجب فقد ترك سنة محمد صلى الله عليه وسلم" رواه الطبرانى أيضًا فى الأوسط ورجاله رجال الصحيح (الأحكام) استدل بأحاديث الباب القائلون بأن صلاة الجماعة فرض عين (وتقدم ذكرهم فى أحكام الباب الأول) قالوا لو كانت سنة لم يهدد تاركها بالتحريق، ولو كانت فرض كفاية لكانت قائمة بالرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه، وأجاب القائلون بأنها سنة بأجوبة كثيرة (منها) ان أحاديث الباب وردت فى الحث على مخالفة أهل النفاق والتحذير من التشبه بهم لا لخوصوص ترك الجماعة، ذكر ذلك ابن المنير (ومنها) أنها وردت فى حق المنافقين فلا يتم الدليل، وتعقب باستبعاد الاعتناء بتأديب المنافقين على تركهم الجماعة مع العلم بأنه لا صلاة لهم، وبأنه صلى الله عليه وسلم كان معرضًا عنهم وعن عقوبتهم مع علمه بطويتهم، وقال لا يتحدث

الصفحة 181