كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
في حجرتك خيرٌ لك من صلاتك فى دارك، وصلاتك فى دارك خيرٌ لك من صلاتك فى مسجد قومك، وصلاتك فى مسجد قومك خيرٌ لك من صلاتك فى مسجدى، قال فأمرت فبنى لها مسجدٌ فى أقصى شئ من بيتها وأظلمه فكانت تصلِّى فيه حتَّى لقيت الله عزَّ وجلَّ
عن أمِّ سلمة رضى الله عنها عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه خير مساجد النَّساء قغر بيوتهنَّ
__________
(ومسجد قومها) هو الذى فى حبها وأقرب المساجد الى دارها (1) يستفاد من هذا الحديث مشروعية تستر المرأة فى كل شئ حتى فى صلاتها وعبادة ربها؛ وكلما كانت فى مكان أستر كان ثوابها أعظم وأوفر، لهذا أرشدها النبى صلى الله عليه وسلم الى أخفى مكان فى بيتها وأبعده عن الناس، وهو صلى الله عليه وسلم لا يرشد إلا الى كل خير فبادرت بالعمل بارشاده وأمرت ببناء مسجد لها فى أبعد ناحية من بيتها وأظلمها ولا زالت تعبد الله عز وجل حتى ماتت رحمها الله (تخريجه) (طب) وأورده المنذرى وقال رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان فى صحيحهما وبوب عليه ابن خزيمة (باب) اختيار صلاة المرأة فى حجرتها على صلاتها فى دارها وصلاتها فى مسجد قومها على صلاتها فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم وان كان صلاةٌ فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم تعدل ألف صلاة غيره من المساجد، والدليل على أن قول النبى صلى الله عليه وسلم "صلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد" انما أراد به صلاة الرجال دون صلاة النساء هذا كلامه اهـ
(1338) عن أم سلمة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن غيلان قال ثنا رشيدين حدثنى عمرو عن أبى السمح عن السائب مولى أم سلمة عن أم سلمة "الحديث" (غريبه) (2) أى أخفى مكان فيه، والمراد أن تتخذ المرأة فى بيتها لصلاتها مكانا لا يسمع منه صوتها ولا يراها أحد (تخريجه) أورده المنذرى وقال رواه أحمد والطبرانى فى الكبير وفى إسناده ابن لهيعة، ورواه ابن خزيمة فى صحيحه والحاكم من طريق دراج أبى السمح عن السائب مولى أم سلمة عنها، وقال ابن خزيمة لا أعرف السائب مولى أم سلمة بعدالة ولا حرج، وقال الحاكم صحيح الأسناد اهـ (قلت) حديث الباب ليس فى إسناده ابن لهيعة ولكن فيه رشدين بن سعد ضعفه أغلب الحفاظ من جهة حفظه وأورده الحاكم فى المستدرك وسكت عنه، وكذلك سكت عنه الذهبى والله أعلم