كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم فقال لهم إنَّه بلغنى أنَّكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا نعم يا رسول الله أردنا ذلك، فقال يا بنى سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم
وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه بنحوه وفيه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكره أن تعرى المدينة، فقال يا بنى سلمة ألا تحتسبون آثاركم إلى المسجد؟ قالوا بلى يا رسول الله، فأقاموا
__________
عن أبي نضرة الخ (1) بكسر اللام قبيلة معروفة من الأنصار رضى الله عنهم (2) دياركم مفعول لفعل محذوف تقديره الزموا ياركم (وتكتب مجزوم جواب الأمر وآثاركم نائب فاعل تكتب) والمعنى الزموا دياركم فانكم إذاا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة الى المسجد وكرر الجملة للتأكيد (تخريجه) الطريق الأول فى إسناده ابن لهيعة، لكن أخرج نحوه مسلم عن جابر أيضا قال كانت ديارنا نائبة عن المسجد فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد فنهانا رسول الله فقال "ان لكم بكل خطوة درجة" فهذا الحديث يعضده، وأخرج الطريق الثانية منه مسلم وغيره
(1350) عن أنس بن مالك (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن عدىّ عن حميد عن أنس أِّت أرادوا يتحولوا من منازلهم فيسكنوا اقرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحديث" (غريبه) (3) يعنى ألا تطلبون وجه الله وثوابه بأثر مشيكم وكثرة خطاكم الى المسجد، فالاحتسابب من الحسب كالاعتداد من العدّ (قال صاحب النهاية) وإنما قيل لمن ينوى بعمله وجه الله احتسبه لأن له حينئذ أن يعتد عمله فجعل فى حال مباشرة الفعل كأنه معتد به، والحسبة اسم من الاحتساب كالعدة من الاعتداد، والاحتساب فى الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار الى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب الموجو منها اهـ (تخريجه) (خ)