كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
(5) باب فضل المشي الى الجماعة بالسكينة
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلَّم إذا أقيمت الصَّلاة فلا تأتوها تسعون ولكن ائتوها وعليكم السَّكينة فما أدركتم فصلَّوا
__________
رواه الشيخان وغيرهما (الأحكام) أحاديث الباب تدل على أن الصلاة فى المسجد البعيد أفضل منها فى المسجد القريب لكثرة الخطان فقد ثبت ان الماشى الى المسجد يكتب له بكل خطوة حسنة ويمحى عنه سيئة، وتقدم ذلك فى غير موضع الا اذا كان المسجد القريب أكثر جمعا وامامه أتقى وأعلم فالصلاة فيه أفضل لما ثبت من حديث أبىّ بن كعب وتقدم رقم 1299 فى باب الترغيب فى حضور الجماعة فى العشاء والفجر وفيه "وما كان أكثر فهو أحب الى الله تعالى" (قال النووى) رحمه الله فى المجموع فان كان هناك مساجد فذهابه الى أكثرها جماعة أفضل، قال فلو كان بجواره مسجد قليل الجمع وبالبعد منه مسجد أكثر جمعا فالمسجد البعيد أولى إلا حالين (أحدهما) أن تتمطل جماعة القريب بعدوله عنه لكونه إمامًا أو يحضر الناس بحضوره فحينئذ يكون القريب أفضل (الثانى) أن يكون إمام البعيد مبتدعا كالمعتزل وغيره أو فاسقا أو لا يعتقد وجوب بعض الأركان فالقريب أفضل، وحكى الخراسانيون وجها أن مسجد الجوار أفضل بكل حال، والصحيح الذى قطع به الجمهور هو الأول، فان كان مسجد الجوار لا جماعة فيه ولو حضر هذا الأنسان فيه لم يحصل جماعة ولو يحضر غيره فالذهاب الى مسجد الجماعة أفضل بالاتفاق اهـ
(1352) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثتى أبى ثما عبد الرزاق عن معمر قال الزهرى وقد أخبرنى سعيد بن المسيب عن أبى هريرة "الحديث" (غريبه) (1) إنما ذكر الأقامة للتنبيه بها ما سواها، لأنه اذا نهى عن إتيانها سعيا فى حال الأقامة مع خوفه فوت بعضها فقبل الأقامة أولى، فالنهى عن الأسراع فى الاتيان الى الصلاة مطلقا حال الٌامة أو غيرهما، ومعنى السعى الأسراع الشديد الشديد الذى ينافى الخشوع لما فى حديث أبى هريرة وسيأتى فى الباب التالى "فان أحدكم فى صلاة اذا ما كان يعمد الى الصلاة" (2) ذكر أبو العباس القرطى انه بنصب السكينة على الأغراء كأنه قال الزموا السكينة لكن (قال العراقى) رحمه الله فى شرح الترمذى المشهور فى الرواية رفع السكينة على أن قوله وعليكم السكينة جملة فى موضع الحال اهـ والسكينة هى الوقار كما فسره أئمة اللغة