كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(4) باب من مشى إلى الجماعة كما أمر فسبق بها كان له مثل أجر من أدركها
(1358) عن أبى هريرة رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال من توضَّأ فأحسن وضوءه ثمَّ راح فوجد النَّاس قد صلَّوا أعطاه
__________
والمعروف من مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم وعليه الناس قديمًا وحديثًا إدراك الركعة بإدراك الركوع لكن اشترط أصحابنا أن يكون ذلك الركوع محسوبًا للإمام لا كركوع خامسة قام إليها الإمام ساهيًا، قالوا والمراد بإدراك الركوع أن يلتقي هو وإمامه في حد أقل الركوع حتى لو كان في الهوى والإمام في الارتفاع وقد بلغ هويه حدّ أقل الركوع قبل أن يرتفع الإمام عنه كان مدركًا، وإن لم يلتقيا فيه فلا، هكذا قاله جميع أصحابنا، ويشترط أيضًا أن يطمئن قبل ارتفاع الإمام عن الحد المعتبر، كذا صرح به صاحب البيان، وبه أشعر كلام كثير من النقلة (قال الرافعي والنووي) وهو الوجه؛ وإن كان الأكثرون لم يتعرضوا له، قال ابن المنذر وقال قتادة وحميد وأصحاب الحسن إذا وضع يديه على ركبتيه قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك الركعة، وقال الشعبي إذا انّهيت إلى الصف الأخير ولم يرفعوا رؤسهم وقد رفع الإمام رأسه فاركع فإن بعضهم أئمة لبعض، وقال ابن أبي ليلى إذا كبر قل أن يرفع الإمام رأسه تبع الإمام وكان بمنزلة القائم اهـ وهذا المذهب الأخير حكاه بن حزم عن سفيان النوري وزفر اهـ والله أعلم
(1358) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثتنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن طحلاء عن محصن لن علي عن عوف بن الحارث عن أبي هريرة "الحديث" غريبة) (1) أي ذهب إلى المسجد في أي وقت كان وقد فسره بعضهم بالذهاب إلى المسجد ليلًا وليس كذلك، قال في المصباح راح يروح رواحًا وتروّح مثله يكون بمعنى الغدو وبمعنى الرجوع، وقد طابق بينهما في قوله تعالى [غدوها شهر ورواحها شهر] أي ذهابها ورجوعها، وقد يتوهم بعض الناس أن الرواح لما لا يكون إلا في آخر النهار وليس كذلك، بل الرواح والغدو عند العرب يستعملان في المسير أي وقت كان من ليل أو نهار قاله الأزهري وغيره، وعليه قوله عليه الصلاة والسلام "من راح إلى الجمعة في أول النهار فله كذا" أي من ذهب، ثم قال الأزهرري وأما راحت الإبل فهي رائحة فلا يكون إلا بالعشي إذا أراحها راعيها على أهبها أي رجعت من الرعي إليهم اهـ

الصفحة 218