كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

إنَّه سيلي أمركم من بعدى رجالٌ يطفئون السُّنَّة ويحدثون بدعةً ويؤخرون الصَّلاة عن مواقيتها، قال ابن مسعود يا رسول الله كيف بى إذا أدركتم؟ قال ليس يا ابن أم عبدٍ طاعةٌ لمن عصى الله قالها ثلاث مرَّاتٍ، وسمعت أنا من محمدَّ بن الصبَّاح مثله
__________
عن أبيه عن عبد الله "الحديث" (غريبة) (1) أم عبد كنية أم عبد الله بن مسعود واسمها زهرة بنت عبد ودّ بن سواءة، وكثيرًا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينسبه لأنه لشرفها بسابقية الإسلام والصحبة رضي الله عنهما (2) أي لا تطعهم في معصية الله وهذا لا ينافي وجوب طاعتهم في غير معصية وإن كانوا عصاة، لأحاديث صحيحة وردت في ذلك ستأتي في كتاب الخلافة والإمارة إن شاء الله تعالى 3) "القائل وسمعت أنا" هو عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله، يعني أنه سمع مثل هذا الحديث من محمد بن الصباح مباشرة بغير واسطة والده (تخريجه) أخرجه مسلم وغيره بمعنى حديث الباب لا بلفظه (وفي الباب) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه سيكون أمراء بعدي يؤخرون الصلاة عن وقتها قلت يا رسول الله ما يصنع من أدركهم؟ قال صلوا الصلاة لوقتها فإذا حضرتهم معهم الصلاة فصلوا" قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه سالم بن عبد الله الخياط ضعفه ابن معين والنسائي ووثقه أحمد وابن حبان وأبو أحمد بن عدي (وعن مكحول عن أبي هريرة) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم برًا كان أو فاجرًا وإن عمل الكبائر" رواه أبو داود والدارقطني بمعناه، وقال مكحول لم يلق أبا هريرة، ورواه أيضًا البيهقي وهو منقطع، (قال الحافظ) وللبيهقي في هذا الباب أحاديث كلها ضعيفة غاية الضعف، وأصح ما فيه حديث مكحول عن أبي هريرة على إرساله والله أعلم (الأحكام) في أحاديث الباب دلالة على أن الإمام مسئول عن صلاة من حلفه لارتباط صلاتهم بصلاته فسادًا وصحة، فهو الأصل وهم الفرع ولهذا الضمان كان ثواب الأئمة أمثر إذا أدوها كاملة من فرائض وسنن، ووزرهم أكثر إذا أخلوا بها (وفيها) أن المأموم غير مسئول عن خلل الإمام ما لم يعلم المأموم بذلك (وفيها أيضًا) دليل على المحافظة على الصلاة في أول وقتها وإن صلى منفردًا

الصفحة 222