كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(3) باب إمامة الأعمى والصبى والمرأة بمثلها
(1372) عن أنس بن مالكٍ رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم استخفاف ابن أمِّ مكتومٍ على المدينة
__________
فإن لم يكن أهلا كالمرأة في صورة كون الزائر رجلا، والأمى في صورة كون الزائر قارئا ونحوهما فلا حق له في الأمامة (واعلم) أن الأمام البخاري رحمه الله قال في صحيحه (باب إذا زار الأمام قومًا فأمهم) ثم ذكر فيه حديث عتبان بن مالك قال "استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له فقال أين تحب أن أصلي في بيتك؟ فأشرت إلى المكان الذي أحب، فقام وصففنا خلفه ثم سلم وسلمنا" (قال الحافظ) قيل أشار بهذه الترجمة إلى أن حديث مالك بن الحويرث الذي أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه مرفوعًا "من زار قوما فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم" محمول على من عدا الإمام الأعظم (وقال الزبن بن المنير) مراده أن الإمام الأعظم ومن يجرى مجراه إذا حضر بمكان مملوك لا يتقدم عليه مالك الدار والمنفعة، ولكن ينبغي للمالك أن يأذن له ليجمع بين الحقين، حق الأمام في التقدم وحق المالك في منع التصرف بغير إذنه اهـ مخلصا (قال الحافظ) ويحتمل أنه أشار أو ما في حديث أبي مسعود المتقدم "ولا يؤم الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه" فإن مالك الشيء سلطان عليه والأمام الأعظم سلطان على المالك، وقوله "إلا بإذنه" يحتمل عوده على الأمرين الأمامة والجلوس، وبذلك جزم أحمد كما حكاه الترمذي عنه، فتحصل بالإذن مراعاة الجانبين اهـ (وحكى الترمذي) عن إسحاق أنه قال "لا يصلي أحد بصاحب المنزل وإن أذن له" قال وكذلك المسجد إذا زارهم يقول ليصل بهم رجل منهم اهـ (قلت) والجمهور على خلافه، وما ذهب إليه الجمهور هو المتعين جمعًا بين الأحاديث والله أعلم.
(1372) عن أنس بن مالك (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا أبو العوام القطان قال أبي وهو عمران بن داور وهو أعمى ثنا قتادة عن أنس "الحديث" (غريبه) (1) اسمه عمرو بن قيس؛ لما ثبت عند الأمام أحمد ومسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه عمرًا فقال لفاطمة بنت قيس في حديثها في قصة طلاق زوجها "اعتدى في بيت ابن عمك عمرو بن أم مكتوم" وأم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة (بوزن علقمة) ابن عامر بن مخزوم هو ابن خال خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها، وابن أم مكتوم من السابقين في الإسلام، هاجر إلى المدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد مصعب

الصفحة 230