كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

بإسلامهم، فانطلق أبى بإسلام قومه، فرجع إليهم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قدَّموا أكثركم قرآنًا قال فنظروا، وإنَّا لعلى حواءٍ عظيمٍ فما وجدوا فيهم أحدًا أكثر قرآنًا منَّى، فقدَّمونى وأنا غلام فصلَّيت بهم وعلىَّ بردةٌ وكنت إذا ركعت أو سجدت قلصت فتبدوا عورتى، فلما صلَّينا تقول عجوزٌ لنا دهريَّة غطُّوا عنَّا أست قارئكم، قال فقطعوا لى قميصًا فذكر أنَّه فرح به فرحًا شديدًا (ومن طريقٍ ثانٍ) عن أبيه أنَّهم وفدوا إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم، فلمَّا أرادوا أن ينصرفوا قالوا يا رسول الله من يؤمنا؟ قال أكثركم جمعًا للقرآن أو أخذًا للقرآن قال فلم يكن أحدٌ من القوم جمع من القرآن ما جمعت، قال فقدَّمونى وأنا غلامٌ، فكنت أؤمُّهم وعلىَّ شملةٌ لى قال فما شهدت مجمعًا
__________
النزول على ماء يقيمون به ولا يرحلون عنه، والمراد به المكان المحضور الذي يقيمون به (1) فيه أن المراد بالأقرأ في الأحاديث المتقدمة الأكثر قرآنا لا الأحسن قراءة وقد تقدم (2) الحواء اسم المكان الذي يحوى الشيء أي يضمه ويجمعه، فهو يريد أنه مع اتساع حيهم وكثرة الناس فيه لم يجدوا فيهم أكثر جمعا للقرآن منه (3) في رواية عند البخاري وأنا ابن ست سنين أو سبع، وفي رواية للنسائي كنت أؤمهم وأنا ابن ثمان سنين؛ وفي أخرى لأبي داود وأنا ابن سبع سنين أو ثمان سنين (4) البردة كساء صغير مربع ويقال كساء أسود صغير وبه كنى أبو بردة (5) أي ارتفعت يقال قلص الشيء ارتفع وبابه جلس، والمراد أن ثوبه يرتفع لقصره فتبدوا أي تظهر عورته (6) بضم الدال المهملة أي مسنة كبيرة (7) المراد بالأست العجز ويراد به حلقة الدبر (8) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي سنة ثمان وعشرين ومائتين ثنا وكيع ثنا مسعر بن حبيب الجرمي حدثني عمرو ابن سلمة عن أبيه "الحديث" (9) أي حفظا ومعرفة وهو شك من الراوي (10) هي كساء صغير يؤتزر به يجمع على شملات كسجدة وسجدات وهي البردة كما في الطريق الأولى (وقوله فما شهدت مجمعا) أي فما حضرت مجمعا من القوم يريدون الصلاة إلا كنت إماما لهم

الصفحة 232