كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
(4) باب ما يؤمر به الأمام من التخفيف
(1376) عن أبى هريرة رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلَّى أحدكم للنَّاس فليخفِّف فإنَّ فيهم الضَّعيف والسَّقيم والكبير (وفي روايةٍ
__________
(فذهبت الشافعية والحنابلة) إلى الجواز وهي رواية عن مالك مستدلين بحديث الباب وبما تقدم عن الدارقطني، وبما رواه الدارقطني أيضا والبيهقي عن رائطة الحنفية قالت أمتنا عائشة فقامت بيننا في الصلاة المكتوبة، وبما روياه أيضا عن حجيرة قالت أمتنا أم سلمة في صلاة العصر فقامت بيننا، وحكى ابن المنذر المواز عن عائشة وأم سلمة وعطاء والثوري والأوزاعي وإسحاق وأبي ثور (وذهب الحسن البصري وسليمان بن يسار والمالكية) إلى عدم الجواز مطلقا فرضا كانت الصلاة أو نفلا، وهو رواية عن مالك وقالوا إن هذا جنس وصف في الشرع بنقصان الدين والعقل فلا تصح إمامته (وذهبت الحنفية) إلى كراهة إمامتها، ومال ابن الهمام منهم إلى الجواز بدون كراهة (وذهب الشعبي) والنخعي وقتادة إلى جواز إمامتها في النفل دون الفرض أفاده في المنهل والله أعلم.
(1376) عن أبي هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي قال قرأت على عبد الرحمن عن مالك وثنا إسحاق قال أنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة "الحديث" (غريبه) (1) في رواية في البخاري للكشميهني "فإن منهم" وفي رواية "فان خلفه" وهو تعليل للأمر بالتخفيف، ومقتضاه أنه متى لم يكن فيهم من يتصف بإحدى الصفات المذكورات لم يضر التطويل، ويرد عليه أنه يمكن أن يجيء من يتصف بأحدها بعد الدخول في الصلاة، وقال اليعمري الأحكام إنما تناط بالغالب لا بالصورة النادرة، فينبغي للأئمة التخفيف مطلقا، قال وهذا كما شرع القصر في صلاة المسافر وهي مع ذلك تشرع ولو لم تشق عملا بالغالب لأنه لا يدري ما يطرأ عليه وهذا كذلك (والمراد بالضعيف) هنا ضعيف الخلقة وبالسقيم من به مرض، وفي رواية أخرى للأمام أحمد عن عدي بن حاتم فإن فينا الضعيف والكبير والمريض ونحوها للبخاري، والمراد بالضعيف في هذه الرواية ضعيف الخلقة بلا شك (وفي رواية) للأمام أحمد والبخاري أيضا عن ابن مسعود "فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة" (وكذلك في رواية أخرى) له من حديثه، والمراد بالضعيف في هاتين الروايتين المريض، ويصح أن يراد من فيه ضعف وهو أعم من الحاصل بالمرض أو بنقصان الخلقة وزاد مسلم من وجه آخر كما في رواية عد الأمام أحمد والصغير، وزاد الطبراني من حديث عثمان بن أبي العاص والحامل والمرضع (وله)