كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
وعلى آله وصحبه وسلَّم إذ استعملنى على الطّائف فقال خفِّف الصَّلاة على النَّاس حتَّى وقَّت لى اقرأ باسم ربَّك الذَّى خلق وأشباهها من القرآن (1)
(1378) عن أبى مسعودٍ الأنصارىِّ رضي الله عنه قال جاء رجلٌ إلى رسول الله صلَّي الله عليه وآله وسلَّم فقال يا رسول الله إلَّ لا تأخَّر فى صلاة الغداة مخافة فلانٍ يعنى إمامهم (2) قال فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ غضبًا فى موعظة منه يومئذٍ، فقال أيها النَّاس إن منكم منفِّرين فأيكم ما صلَّى (3) بالنَّاس
__________
ابن خثيم قال حدثني داود بن أبي عاصم الثقفي عن عثمان بن أبي العاص أن آخر كلام الخ (1) يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم من شدة عنايته بأمر الضعيف وقت له أي أمره أن يقرأ في صلاته بسورة اقرأ باسم ربك الذي خلق وما يماثلها (تخريجه) (د. نس) وحسنه الحافظ وأصله في مسلم.
(1378) عن أبي مسعود (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري "الحديث" (غريبه) (2) لفظ البخاري "إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا" ولم يصرح باسم الأمام في رواية البخاري أيضا وفسره بعضهم بأنه معاذ بن جبل وهو خطأ، لأن قصة معاذ كانت في العشاء وكان الأمام فيها معاذا وكانت في مسجد بني سلمة، وهذه كانت في الصبح وكانت في مسجد قباء (قال الحافظ) ووهم من فسر الأمام المهم هنا بمعاذ بل المراد به أبي بن كعب كما أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن من رواية عيسى بن جارية وهو بالجيم عن جابر قال كان أبي بن كعب يصلى بأهل قباء فاستفتح سورة طويلة فدخل معه غلام من الأنصار في الصلاة فلما سمعه استفتحها انفتل من صلاته فغضب أبي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الغلام وأتى الغلام يشكو أبيا فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه ثم قال "إن منكم منفرين فإذا صليتم فاوحزوا فإن خلفكم الضعيف والكبير والمريض وذا الحاجة" فأبان هذا الحديث أن المراد بقوله في رواية البخاري "مما يطيل بنا فلان أي في القراءة" واستفيد منه أيضا تسمية الأمام وبأي موضع كان اهـ (3) ما زائدة ووقع في رواية سفيان عند البخاري "فمن أم الناس فليخفف" قال ابن دقيق العيد التطويل والتخفيف من الأمور الإضافية فقد يكون الشيء خفيفا بالنسبة إلى عادة قوم طويلا بالنسبة لعادة