كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

من القوم فصلَّى فقيل نافقت يا فلان، قال ما نافقت، فأتى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم فقال إن معاذًا يصلِّى معك ثمَّ ترجع فيؤمُّنا يا رسول الله، إنَّما نحن أصحاب نواضح ونعمل بأيدينا، وإنَّه جاء يؤمنا فقرأ سورة البقرة، فقال يا معاذ أفتَّانٌ أنت؟ أفتَّانٌ أنت؟ اقرأ بكذا وكذا قال أبو الزُّبير بسبِّح اسم ربِّك الأعلى، واللَّيل إذا يغشى، فذكرنا لعمرو فقال أراه قد ذكره
__________
بذلك في رواية عند أبي داود بلفظ "ثم يأتي قومه فيصلي بهم تلك الصلاة" وفيه رد على من زعم أن الصلاة التي كان يصليها مع قومه غير الصلاة التي كان يصليها مع النبي صلى الله عليه وسلم (1) اختلف في اسم ذلك الرجل فقيل حزم بن أبي كعب وقيل حرام بن ملحان وقيل سليم، واعتزاله محتمل لأن يكون قطع الصلاة واستأنفها وحده، ولأن يكون قطع القدوة فقط ولم يخرج من الصلاة بل استمر فيها منفردا، وإلى هذا ذهبت الشافعية مستدلين بهذا الحديث، لكن قال النووي هذا الاستدلال ضعيف لأنه ليس في الحديث أنه فارقه وبنى على صلاته، بل في رواية مسلم التي فيها أنه انحرف وسلم دليل على أنه قطع الصلاة من أصلها ثم استأنفها اهـ (2) أي أصحاب عمل وليس لنا من يقوم بأعمالنا سوانا (والنواضح) جمع ناضح، وهو في الأصل البعير الذي يستقي عليه الماء، ثم استعمل في كل بعير وإن لم يحمل الماء (3) كناية عن سورتين قصيرتين يعني من أوسط المفصل كما صرح بذلك في رواية عند البخاري، قال عمر ولا أحفظهما، وبينهما أبو الزبير بقوله بسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى (وقوله قال أبو الزبير) قائله سفيان بن عيينه لما في صحيح مسلم قال سفيان فقلت لعمرو إن أبا الزبير حدثنا عن جابر أنه قال اقرأ والشمس وضحاها، والضحى، والليل إذا يغشى، وسبح اسم ربك الأعلى، وفي رواية للبخاري عن الحميدي عن أبي عيينة زيادة والسماء ذات البروج، والسماء والطارق (وأبو الزبير) هو محمد بن مسلم بن تدرس، ولم يتقدم له ذكر في سند حديث الباب، وأخرج مسلم روايته عن جابر أنه قال "صلى معاذ بن جبل الأنصاري لأصحابه العشاء فطول عليهم فانصرف رجل منا فصلى فأخبر معاذ عنه فقال إنه منافق، فلما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتريد أن تكون فتانا يا معاذ؟ إذا أممت الناس فأقر بالشمس وضحاها، وسبح اسم ربك الأعلى، واقرأ باسم ربك، والليل إذا يغشى" (4) يعني أن سفيان بن عيينة قال ذكرنا لعمرو

الصفحة 241