كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

على الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلِّ بالشَّمس وضحاها ونحوها من السُّور
__________
العتمة فافتتح بسورة طويلة ومع حزم ناضح له الحديث" قال البزار لا نعلم أحدًا سماه عن جابر إلا ابن جابر اهـ وقد رواه أبو داود في السنن من وجه آخر عن طالب فجعله عن ابن جابر عن حزم صاحب القصة، وابن جابر لم يدرك حزما، ووقع عنده صلاة المغرب وهو نحو ما تقدم من الاختلاف في رواية محارب، ورواه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر فسماه حازما وكأنه صحفه أخرجه ابن شاهين من طريقه اهـ (تخريجه) لم أقف على رواية بريدة لغير الأمام أحمد (قال الحافظ) ووقع عند أحمد من حديث بريدة بإسناد قوي (فقرأ اقتربت الساعة) وهي شاذة إلا إن حمل على التعدد اهـ (الأحكام) هذه القصة قد رويت على أوجه مختلفة، ففي بعضها لم يذكر تعين السورة التي قرأها معاذ ولا تعيين الصلاة التي وقع ذلك فيها كما في رواية أنس المذكورة، وفي بعضها أن السورة التي قرأها اقتربت الساعة والصلاة العشاء كما في حديث بريدة الأسلمي، وفي بعضها أن السورة التي قرأها البقرة والصلاة العشاء كما في حديث جابر، وفي بعضها أن الصلاة المغرب كما في رواية محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله عند الأمام أحمد وأبي داود والنسائي وابن حبان (ووقع الاختلاف) أيضا في اسم الرجل فقيل حرام بن ملحان وقيل حزم بن أبي كعب، وقيل حازم وقيل سليم وقيل سلمان وقيل غير ذلك، وقد جمع بين الروايات بتعدد القصة، وممن جمع بينها بذلك ابن حبان (قال الحافظ) وجمع بعضهم بين هذا الاختلاف بأنهما واقعتان، وأيد ذلك بالاختلاف في الصلاة هل هي العشاء أو المغرب؛ وبالاختلاف في السورة هل هي البقرة أو اقتربت، وبالاختلاف في عذر الرجل هل هو لأجل التطويل فقط لكونه جاء من العمل وهو تعبان، أو لكونه أراد أن يسقى نخله إذا ذاك، أو لكونه خاف على الماء في النخل كما في حديث بريدة، واستشكل هذا الجمع لأنه لا يظن بمعاذ أنه صلى الله عليه وسلم يأمره بالتخفيف ثم يعود إلى التطويل، ويجاب عن ذلك باحتمال أن يكون قرأ أولا بالبقرة، فلما نهاه قرأ اقتربت وهي طويلة بالنسبة إلى السورة التي أمره أن يقرأ بها، ويحتمل أن يكون النهي أولا وقع لما يخشى من تنفير بعض من يدخل في الإسلام، ثم لما اطمأنت نفوسهم بالأسلام ظن أن المانع زال فقرأ باقتربت، لأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فصادف صاحب الشغل، (وجمع النووي) باحتمال أن يكون قرأ في الأولى بالبقرة فانصرف رجل ثم قرأ اقتربت في الثانية فانصرف آخر، ووقع في رواية أبي الزبير عند مسلم فانطلق رجل منا، وهذا يدل على أنه كان من بني سلمة ويقوى رواية من سماه سليما والله أعلم اهـ (وفي أحاديث الباب) دليل على جواز صلاة المفترض خلف المتنفل، لأن معاذا كان يصلي الفريضة مع رسول الله

الصفحة 244