كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

باب جواز الاستخلاف فى الصلاة
وجواز انتقال الخليفة مأموما اذا حضر مستخلفة
عن سهل بن سعدٍ رضى الله عنه قال كان قتالٌ بين بنى عمرو ابن عوف فبلغ النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم فأتاهم بعد الظُّهر ليصلح بينهم وقال يابلال إن حضرت الصَّلاة ولم آت فمر أبا بكرٍ يصلِّ بالنَّاس، قال فلمَّا حضرت العصر أقام بلالٌ الصلَّاة (وفى روايةٍ أذَّن ثمَّ أقام) ثمَّ أمر أبا بكرٍ فتقدَّم بهم وجاء رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بعد ما دخل أبو بكرٍ في الصلَّاة فلمَّا
__________
وعليهم" رواه البخاري وبحديث أبى بكرة "فذكر حديث الباب بلفظه ثم قال" رواه أبو داود بهذا اللفظ باسناد صحيح، ثم ذكر الطريق الثانى من حديث أبى هريرة الذى فى الباب وعزاه للشيخين وجمع بينهما بأنهما قضيتان كما تقدم، ثم قال روى البيهقى باسناده عن ابن المبارك قال ليس فى الحديث قوة لمن يقول اذا صلى الأمام محدثًا يعيد أصحابه، والحديث بأن لا يعيدوا أثبت لمن أراد الانصاف بالحديث اهـ باختصار وتصرف
(1401) عن سهل بن سعد (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد "الحديث" (غريبه) (1) أى ابن مالك بن الأوس أحد قبيلتى الأنصار، وهما الأوس والخزرج، وبنو عمرو بن عرف بطن كبير من الأوس، وسبب ذهابه صلى الله عليه وسلم اليهم كما فى رواية عند البخارى فى الصلح من طريق محمد بن جعفر عن أبى حازم أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال اذهبوا نصلح بينهم، وله فيه من رواية غسان عن أبى حازم فخرج ناس من أصحابه، وله أيضا فى الأحكام من صحيحه من طريق حماد بن زيد أن توجهه كان بعد أن صلى الظهر، وللطبرانى أن الخبر جاء بذلك وقد أذَّن بلال لصلاة الظهر (2) يعنى صلاى العصر أخذا من قوله فلما حضرت العصر، وصرح بذلك البخارى أيضا فى الأحكام من صحيحه (3) وفى لفظ للبخارى فتقدم أبو بكر فكبر (وفى رواية) فاستفتح أبو بكر، وبهذا يجاب عن سبب استمراره صلى الله عليه وسلم فى الصلاة فى مرض موته وامتناعه عن الاستمرار فى هذا المقام، لأنه هناك قد مضى معظم الصلاة فحسن الاستمرار، وهنا لم يمض إلا اليسير فلم يحسن (4) فى رواية للبخارى فجاء يمشى حتى قام عند الصف، ولمسلم فحرق الصفوف

الصفحة 256