كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
رأوه صفَّحوا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشقُّ النَّاس حتَّى قام خلف أبى بكرٍ قال وكان أبو بكرٍ إذا دخل الصَّلاة لم يلتفت فلما رأى التَّصفيح لا يمسك عنه التفت فرأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خلفه فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن أمضه فقام أبو بكر هنيَّة فحمد الله على ذلك ثم مشى القهقري قال فتقدَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى بالنَّاس، فلمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال يا أبا بكرٍ مامنعك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيت "وفى رواية أن تمضى" فى صلاتك، قال فقال أبو بكرٍ لابن أبى قحافة أن يؤمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للنَّاس إذانا بكم في صلاتكم شيءٌ فليسبِّح الرِّجال وليصفِّح "وفى روايةٍ وليصفِّق" النِّساء "وفي روايةٍ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم لم
__________
(1) في رواية للبخارى فأخذ الناس فى التصفيح قال سهل أتدرون ما التصفيح؟ هو التصفيق، وفيه انهما مترادفان، وتقدم الكلام عليه فى باب جواز التسبيح والتصفيق والأشارة فى الصلاة لحاجة فى شرح حديث رقم 581 من كتاب الصلاى (2) أن لكثرة خشوعه فى الصلاة أو لكونه كان يعلم النهى عن الالتفات (3) أى فلما رآى استمرار التصفيح بدون انقطاع التفت الخ (4) أى أشارة اليه النبى صلى الله عليه وسلم بالمضى فى صلاته وفى (رواية) "فأشار اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك" وقوله (هنيَّة) يعنى مدة يسيرة (5) ظاهره أنه تلفظ بالحمد، وادّعى ابن الجوزى انه أشار بالحمد والشكر بيده ولم يتكلم (6) أى تأخر الى الوراء، وفى رواية "ثم استأخر أبو بكر حتى استوى فى الصف وتقدم النبى صلى الله عليه وسلم فصلى" الخ (7) تقرير النبى صلى الله عليه وسلم له على ذلك يدل على ما قاله البعض من ان سلوك طريقة الأدب خير من الأمتثال، ويؤيد ذلك عدم انكاره صلى الله عليه وسلك على علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه لما امتنع من محو اسمه صلى الله عليه وسلم فى قصة الحديبية، وتقدم الكلام عليه فى شرح حديث رقم 742 من كتاب الصلاى (8) أى اذا نزل بأحدكم شئ من الحوادث والمهمات فى الصلاة وأراد إعلام غيره كأذنه لداخل وإنذاره وتنبيهه لله أو غافل ونحو ذلك "وقوله فليسبح