كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
(9) باب جواز انتقال المنفرد إماماً
عن أنس (بن مالكٍ) رضى الله عنه قال كان رسول الله
__________
النبى صلى الله عليه وسلم وادعى الأجماع على عدم جواز ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم "يعنى رجوع الأمام مأمومًا" ونوقض بأن الخلاف ثابت، فالصحيح المشهور عند الشافعية الجواز؛ وعن ابن القاسم قال فى الأمام يحدث فيستخلف ثم يرجع فيخرج المستخلف (بفتح اللام) ويتم الأول أن الصلاة صحيحة اهـ (وفيها) أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إمامًا وأبو بكر مؤتما به، لكن روى الأمام أحمد وغيره وتقدم رقم 1271 فى الباب الأول من أبواب صلاة المريض عن عائشة رضى الله عنها قالت "فصلى أبو بكر وصلى النبى صلى الله عليه وسلم خلفه قاعدًا" وقد احتلفد ضت الروايات فى ذلك، ففى رواية أبى داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان المقدم بين يدى أبى بكر (وفى رواية لابن خزيمة) فى صحيحه عن عائشة أنها قالت من الناس من يقول كان أبو بكر المقدم بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ومنهم من يقول كان النبى صلى الله عليه وسلم المقدم (وأخرج ابن المنذر) من رواية مسلم بن ابراهيم عن شعبة بلفظ "ان النبى صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبى بكر" (وأخرج ابن حبان) عنها بلفظ "كان أبو بكر يصلى بصلاة النبى صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبى بكر" (وأخرج الترمذى وصححه والنسائى وابن خزيمة) عنها بلفظ "ان النبى صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبى بكر" (قال الحافظ) تضافرت الروايات عن عن عائشة بالجزم بما يدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم كان هو الأمام فى تلك الصلاة، ثم قال بعد أن ذكر الاختلاف فمن العلماء من سلك الترجيح فقدم الرواية التى فيها أن أبا بكر كان مأمومًا للجزم بها فى رواية أبى معاوية وهو احفظ فى حديث الأعمش من غيره، ومنهم من عكس ذلك فقدم الرواية التى فيها أنه كان إمامًا، ومنهم من سلك الجمع فحمل القصة على التعدد (قلت) سلوك طريق الجمع بالتعدد حسن، ففيه اعمال جميع الأحاديث، ومعلوم أن أبا بكر رضى الله عنه كان الخليفة فى الصلاة بالناس مدة مرض النبى صلى الله عليه وسلم الذى توفى فيه وكانت نحو الأسبوع كما ثبت ذلك فى حديث مو يهب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الأمام أحمد؛ وسيأتى فى باب ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم ومدته من كتاب السيرة النبوية، فجائز أن النبى صلى الله عليه وسلم كام كلما وجد فى نفسه خفة دخل معهم فى الصلاة فكان أبو بكر رضى الله عنه يتأخر ويتقدم النبى صلى الله عليه وسلم فيصلى بهم إمامًا، وفى بعض المرات صلى مأموما خلف أبى بكر رضى الله عنه ليبين للناس جواز إمامه المفضول بالفاضل، وعلى هذا تحمل الروايات المعارضة لأحاديث الباب والله أعلم بالصواب
(1405) عن أنس بن مالك، هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه