كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

قال لعلَّك يا حطَّان قلتها، لحطَّان بن عبد الله، قال والله إن قلتها، ولقد رهبت أن تبعكنى بها قال رجلٌ من القوم أنا قلتها وما أردت بها إلاَّ الخير، فقال الأشعرىُّ ألا تعلمون ما تقولون في صلاتكم؟ فإنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فعلَّمنا سنَّتنا وبيَّن لنا صلاتنا فقال أقيموا صفوفكم ثمَّ ليؤمَّكم اقرؤكم، فإذا كبَّر فكبَّروا وإذا قال ولا الضَّالَّين فقولوا آمين بحبكم الله ثمَّ إذا كبَّر الإمام وركع فكبَّروا واركعوا فإنَّ الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم، قال نبيُّ الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم فتلك بتلك فإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا االلَّهمَّ ربَّنا لك الحمد يسمع
__________
أبي) يعني الإمام أحمد (أرم السكوت) أى أرم معناه السكوت (1) متعلق بقال أي قال لحطان بن عبد الله لعلك يا حطان قلتها (وقوله إن قلتها) يعنى ما قلتها، فلفظ إن ناف بمعنى ما كقوله تعالى "إن كل نفس لما عليها حافظ" أي ما كل نفس إلا عليها حافظ، وقد صرح بذلك في رواية مسلم وأبى داود، ولفظهما فقال "لعلك يا حطان قلتها قال ما قلتها" (2) تبعكنى بفتح المثناة في أوله وإسكان الموحدة بعدها أي تبكتنى بها وتوبخني (قال في النهاية) بعكت الرجل بعكا إذا استقبلته بما يكره اهـ (3) أي الطريق التي نسير عليها في أمر ديننا (4) أمر بإقامة الصفوف، وهو مأمور به بإجماع الأمة، وحمله الجمهور على الندب، والمراد تسويتها والاعتدال فيها وتتميم الأول فالأول منها والتراص، وسيأتي الكلام على ذلك في بابه إن شاء الله تعالى (5) فيه أن المأموم لا يشرع في التكبير إلا بعد فراغ الإمام منه، وكذلك الركوع والرفع منه والسجود، وقد اختلف في ذلك هل هو على سبيل الوجوب أو الندب؟ والظاهر الوجوب من غير فرق بين تكبيرة الإحرام وغيرها (6) هو بالجيم أي يستجب دعاءكم، وهذا حث عظيم على التأمين فيتأكد الاهتمام به (7) هذه الجملة من قوله ثم إذا كبر الإمام إلى قوله فتلك بتلك معناها احملوا تكبيركم للركوع وركوعكم بعد تكبيره وركوعه، وكذلك رفعكم من الركوع يكون بعد رفعه (ومعنى تلك بتلك) أن اللحظة التي سبقكم الإمام بها في تقدمه إلى الركوع تنجبر لكم بتأخيركم في الركوع لحظة بعد رفعه، فتلك اللحظة بتلك اللحظة، وصار قدر ركوعكم كقدر ركوعه، ويقال مثل ذلك في السجود

الصفحة 271