كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

الله لكم فإنَّ الله عزَّ وجل قال على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده، وإذا كبَّر الإمام وسجد فكبِّروا واسجدوا، فإنَّ الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم، قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك، فإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم أن يقول، التَّحيَّات الَّطَّيَّبات الصلوات لله، السلَّام عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمة الله وبركاته، السلَّام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين، أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله
__________
(1) في هذه الجملة دلالة للقائلين إنه يستحب للإمام الجهر بقوله سمع الله لمن حمده والقائلين لا يزيد المأموم على قوله اللهم ربنا لك الحمد ولا يقول معه سمع الله لمن حمده (قال النووي) ومذهبنا أنه يجمع بينهما الإمام والمأموم والمنفرد، لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم جمع بينهما وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال "صلوا كما رأيتموني أصلى" قال ومعنى سمع الله لمن حمده أي أجاب دعاء من حمده، ومعنى يسمع الله لكم، بستجب دعاءكم قال وقوله "ربنا لك الحمد" هكذا هو هنا "يعنى في صحيح مسلم" بلا واو، وفي غير هذا الموضع ربنا ولك الحمد، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بإثبات الواو وبحذفها وكلاهما جاءت به روايات كثيرة والمختار أنه على وجه الجواز وأن الأمرين جائزان، ولا ترجيح لأحدهما على الآخرة، ونقل القاضي عياض رضي الله عنه اختلافا عن مالك رحمه الله تعالى وغيره في الأرجح منهما، وعلى أثبات الواو يكون قوله ربنا متعلقا بما قبله تقديره سمع الله لمن حمده يا ربنا فاستجب حمدنا ودعاءنا ولك الحمد على هدايتنا لذلك اهـ (قلت) تقدم الكلام على إثبات الواو وحذفها في قول ربنا ولك الحمد في شرح الحديث رقم 654 في الباب السابع من أبواب التشهد (2) يعنى الجلوس للتشهد (3) استدل به الهادوية القائلون إن المصلى يقول في أول جلوسه للتشهد باسم الله وبالله والحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله التحيات الخ لأنه قال في الحديث "فليكن من أول قول أحدكم" ولم يقل فليكن أول قول أحدكم فجعلوا "من" أصلية وإن البداءة بلفظ التحيات غير متعينة، وقال الجمهور إن "من" زائدة"، والمعنى "فليكن أول قول أحدكم التحيات الخ" واستدلوا على زيادة "من" بما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بسنده عن أبى موسى مرفوعًا وفيه "فإذا قعد أحدكم فليكن أول قوله التحيات الحديث" وتقدم شرح ألفاظ التشهد في الباب الأول من أبواب التشهد فارجع إليه (تخريجه) (م. د) مطولا كما هنا.

الصفحة 272