كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

فنال اتَّقوا خداج الصلَّاة إذا ركع الإمام فاركعوا وإذا رفع فارفعوا
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم ذات يومٍ وقد انصرف من الصلَّاة قأقبل إلينا فقال يا أيُّها النَّاس إنِّى إمامكم، فلا تسبقونى بالرُّكوع ولا بالسُّجود ولا بالقيام ولا بالعقود ولا بالانصراف فإنِّى أراكم من أمامى ومن خلفى، وأيم الَّذى نفسى بيده لو رأيتم ما رأيتم لضحكتم قليلًا ولبيتكم كثيرًا، قالوا يا رسول الله ما رأيت؟ رأيت الجنَّة والنَّار زاد فى روايةٍ وحضَّنهم على الصلَّاة
__________
قال "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ثم انصرف فقال يا فلان ألا تحسن صلاتك؟ ألا ينظر المصلى إذا صلى كيف يصلى فإنما يصلى لنفسه، إني والله لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي" وفي الصحيحين من حديث أنس بلفظ "أقيموا الركوع والسجود فو الله إني لأراكم من بعدى، وربما قال من بعد ظهري إذا ركعتم وسجدتم" وفي رواية لمسلم من حديث أنس بلفظ حديث أنس الآتى بعد هذا، والظاهر أن هذا الصحابي كان حديث عهد بالإسلام وبلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم يبصر من خلفه كما يبصر من أمامه فأراد أن يتحقق ذلك ففعل ما فعل عمدًا كما يؤخذ من جوابه حيث قال "أحببت أن أعلم تعلم ذلك أم لا؟ " وتقدم الكلام على معنى إبصاره صلى الله عليه وسلم من خلفه في باب افتتاح الصلاة والخشوع فيها في شرح حديث رقم 485 فارجع إليه (1) أي احذروا نقصان الصلاة، لأن الخداج معناه النقصان؛ وتقدم الكلام عليه في باب تفسير سورة الفاتحة في شرح حديث أبى هريرة رقم 520 من كتاب الصلاة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن جابر، قال أحمد حديثه يشبه حديث أهل الصدق، وقال ابن عدى حديثه يحمل بعضه بعضًا، وضعفه ابن عدى وجماعة اهـ.
(1419) عن أنس بن مالك (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد ابن فضيل ثنا المختار بن فلفل عن أنس "الحديث" (غريبه) (2) فيه تحريم هذه الأمور وما في معناها، والمراد بالانصراف السلام (3) فيه أنهما مخلوقتان وموجودتان (تخريجه) (م. وغيره)

الصفحة 275