كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
(1420) عن أبي هريرة رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أو قال قال أبو القاسم صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أما يخاف الذَّى يرفع رأسه والإمام سادٌ أن يحوِّل رأسه رأس حمارٍ (وعنه
__________
(1420) عن أبي هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الأعلى عن سمرة عن محمد بن زياد عن أبى هريرة "الحديث" (غريبه) (1) أو للشك من الراوي في قول أبى هريرة رضي الله عنه، هل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم (2) أما مخففة حرف استفتاح مثل ألا، وأصلها النافية دخلت عليها همزة الاستفهام وهي هنا استفهام توبيخ (3) زاد ابن خزيمة "في صلاته" وقوله والإمام ساجد نص في السجود فقط ولم يذكر هذا اللفظ أعنى قوله "والإمام ساجد" في رواية البخاري ولا في الطريق الثانية من حديث الباب، وقد حملها بعضهم على أنها نص في المنبع من تقدم المأموم في الرفع من الركوع والسجود معًا وليس كذلك، وقد بيّن حديث الباب المراد من ذلك وهو السجود فقط كما في رواية حفص بن عمر عند أبى داود بلفظ "أما يخشى أو ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه والإمام ساجد أن يحول الله رأسه حمار أو صورته صورة حمار" قال الحافظ هو نص في السجود ويلتحق به الركوع لكونه في معناه؛ ويمكن الفرق بينهما بأن السجود له مزيد مزية، لأن العبد أقرب ما يكون فيه من ربه، وأما التقدم على الإمام في الخفض للركوع والسجود فقيل يلتحق به من باب الأولى، لأن الاعتدال والجلوس بين السجدتين من الوسائل، والركوع والسجود من المقاصد، وإذا دل الدليل على وجوب الموافقة فيما هو وسيلة فأولى أن يجب فيما هو مقصد (قال الحافظ) ويمكن أن يقال ليس هذا بواضح؛ لأن الرفع من الركوع والسجود يستلزم قطعه عن غاية كماله، قال وقد ورد الزجر عن الرفع والخفض قبل الإمام من حديث أخرجه البزار عن أبى هريرة مرفوعًا "الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان" وأخرجه عبد الرزاق من هذا الوجه موقوفًا وهو المحفوظ (4) في الرواية الثانية أن يحول الله صورته، وعند البخاري "أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار" (قال الحافظ) الشك من شعبة فقد رواه الطبالسى عن حماد بن سلمة وابن خزيمة من رواية حماد بن زيد، ومسلم من رواية يونس بن عبيد، والربيع بن مسلم كلهم عن محمد بن زياد بغير تردد، فأما الحمّادان فقالا رأس، وأما يونس فقال صورة، وأما الربيع فقال وجه،