كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
القهقرى فسجد وسجد النَّاس معه، ثمَّ عاد حتَّى فرغ، فلمَّا انصرف قال يا أيُّها النَّاس إنَّما فعلت، هذا لتاتمُّوا بت ولتعلَّموا صلاتى، فقيل لسهلٍ هل كان من شأن الجذع ما يقول النَّاس قال قد كان منه الَّذي كان
__________
التكبير، وقد بيَّن ذلك البخارى في رواية له عن سفيان عن أبى حازم، ولفظه "كبر فقرأ وركع ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى" والقهقرى بالقصر المشى إلى خلف، والحامل عليه المحافظة على استقبال القبلة (1) في رواية أبى داود "فسجد في أصل المنبر ثم عاد" فستقاد من الروايتين أعنى رواية الأمام احمد ورواية أبى داود أن صلى الله عليه وسلم نزل على الأرض قريبا من المنبر فسجد وسجد الناس معه ثم رجع إلى المنبر للقيام عليه (2) تعلمَّوا بحذف إحدى التاءين تخفيفا وفتح العين المهملة وتشديد اللام مفتوحة أي لتقتدوا بى ولتتعلموا كيفية صلاتى، وفيه أن الحكمة في صلاته صلى الله عليه وسلم في أعلا المنبر رؤية الناس غياه، لأنه لو صلى على الأرض لخفى حاله على كثير من المصلين (3) يعنى هل حَنَّ الجذع الذي كان يستند إليه صلى الله عليه وسلم حين الخطبة وسُمع له أنين لمَّا اتخذ له المنبر وفارقه كما يقول الناس؟ فقال سهل بن سعد رضي الله عنه "قد كان منه الذي كان" يعنى أنه حنَّ وسمع له أنين كما قال الناس، وسيأتى ذكر هذه المعجزة بأطناب في أبواب المعجزات في قسم الشمائل من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى (تخريجه) (ق. د. نس. جه. هق) (وفي الباب) عن همام "أن حذيفة أمَّ الناس بالمدائن على دكان فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه، فلما فرغ من صلاته قال ألم تعلم أنهم كانوا ينهون عن ذلك؟ قال بلى قد ذكرت حين مددتنى" رواه أبو داود والشافعى والبيهقى وصححه النووى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وفي رواية للحاكم التصريح برفعه، ورواه أبو داود من وجه آخر، وفيه أن الأمام كان عمار بن ياسر، والذى جبذه حذيفة وهو مرفوع ولكن فيه مجهول والأول أقوى كما قال الحافز (وقوله بالمدائن) هى مدينة قديمة على دجلة تحت بغداد (وقوله على دكان) بضم المهملة وتشديد الكاف الحانوت، قيل النون زائدة، وقيل أصلية وهى الدكة بفتح الدال وهو المكان المرتفع يجلس عليه (وقوله حين مددتى) أي مددت قميصى وجبذته اليك (وعن ابن مسعود) رضي الله عنه قال "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم الأمام والناس خلفه يعنى أسفل منه" رواه الدارقطنى وذكره الحافظ في التلخيص وسكت عنه (وعن أنس بن مالك) رضي الله عنه أنه كان يجمع في دار أبى نافع عن يمين المسجد في غرفة قد قامة منها لها باب مشرف على المسجد بالبصرة