كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
(5) باب مشروعية وقوف أولى الأحلام والنهى قريبا من الامام
عن عبد الله (يعنى ابن مسعودٍ رضي اله عنه) عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال ليلينى منكم أولوا الأحلام والنَّهى، ثمَّ الَّذين يلونهم ثمَّ الَّذين يلونهم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وإيَّاكم وهو شات الأسواق
__________
لا يمكن المؤتم العلم بأفعال الأمام فهو ممنوع للأجماع من غير فرق بين المسجد وغيره، وإن كان دون ذلك المقدار فالأصل الجواز احتى يقوم دليل على المنع؛ ويعضد هذا الأصل فعل أبى هريرة المذكور ولم ينكر عليه اهـ (فائدة) ذكر صاحب المهذب عن الأمام الشافعى رحمه الله أنه قال في القديم بصحة صلاة من تقدم على أمامه في الموضع، وقال في الجديد بالبطلان وصححه النووى، وقال به (قال أبو حنيفة وأحمد) وقال مالك وإسحاق وأبو ثور وداود يجوز، هكذا حكاه أصحابنا عنهم مطلقا، وحكاه ابن المنذر عن مالك وإسحاق وأبى ثور اذا ضاق الموضع اهـ.
(1450) عن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يونس ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد عن ابى معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله "الحديث" (غريبه) (1) هو بكسر اللامين وبياءين مفتوحتين مع تشديد النون على التوكيد واللام في أوله لام الأمر المكسورة أي ليقرب منى "وقوله أولوا الأحلام والنهى" قال ابن سيد الناس الاحلام والنهى بمعنى واحد، والنهى بضم النون جمع نُهيه بالضم أيضا وهى العقل لأنها تنهى عن القبح، وقيل المراد بأولى الأحلام البالغون، وبأولى النهى العقلاء فعلى الأول يكون العطف فيه من باب * فألفى قولها كذباً ومينا * وهو أن ينزل تغاير اللفظ منزلة تغاير المعنى وهو كثير الكلام، وعلى الثانى يكون لكل لفظ معنى مستقل والله أعلم (2) أي الذين يقربون منهم في هذا الوصف (3) يعنى في إقامة الصفوف بدليل ما سيأتى في الحديث التالى "استووا ولا تختلفوا فتختلق قلوبكم" لأن مخالفة الصفوف مخالفة الظواهر واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن (4) هوشات بفتح الهاء وإسكان الواو، وعند مسلم وهيشات بالياء بدل الواو والكل جائز، والمعنى احذر وافتن الأسواق واختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط، والهوشة الفتنة والاختلاط، والمراد النهى عن أن يكون اجتماع الناس في الصلاة مثل اجتماعهم في الأسواق متدافعين متغايرين مختلفى القلوب والأفعال (تخريجه) (م. د. مذ. هق).