كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
وخرج عمر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت فى الصَّفِّ الأوَّل رجلٌ فنظر فى وجوه القوم فعرفهم غيرى فنحَّانى وقام فى مكانى، فما علقت صلاتى فلمَّا صلَّى قال يا بنىَّ لا يسؤك الله فإنَّى لم آتك الذَّى أتيتك بجهالةٍ ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا كونوا فى الصَّفِّ الذَّ يلينى، وإنِّى نظرت فى وجوه القوم فعرفتهم غيرك، ثمَّ حدَّث فما رايت الرِّجال متحت أعناقها إلى شيءٍ متوحها إليه قال فسمعته يقول هلك أهل العقدةٍ وربِّ الكعبة، ألا لا عليهم آسى ولكن على من يهلكون من المسلمين، وإذا هو أتيٌّ، والحديث على لفظ سليمان بن داود
__________
لما يسمعه عنه من قوة الدين وشهرته في الحفظ والقراءة (1) بتشديد الحاء المهملة، أي بعَّدنى عن الصف الأول (2) أي لشدة تأثره من أبىّ لكونه أخرجه من الصف الأول وقام مكانه (3) يعنى فلما صلى أبىّ رضي الله عنه علم تأثره فجاءه معتذراً ودعا له بقوله "لا يسؤك الله" أي آمنك الله من السوء ثم بيَّن له أنه لم يخرجه من الصف لاحتقاره أو للاستئنار بمكانه، ولكن امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث (4) يعنى أن أبيّا رضي الله عنه أخذ بعظ الناس (5) يريد أنه ما رآى رجالا امتدت أعناقهم إلى سماع وعظ رجل مثل امتدادها إلى سماع وعظ أبىّ وهو كناية عن تأثير وعظه في قلوب الناس وهو معنى قوله (متحت) بفتح الميم، وقوله (مُتوحها) مصدر غير جار على فعله أو يكون كالشُّكور والكُفور اهـ نهاية (6) أي البيعة المعقودة للولاة، ويروى العقد بضم العين وفتح القاف، وهذه رواية النسائى؛ قال في النهاية يعنى أصحاب الولايات على الأمصار، من عقد الألوية للأمراء، قال وروى العقدة يريد البيعة المعقودة للأمراء اهـ (7) بمد الهمزة آخره ألف أي ما أحزن عليهم ولكن أحزن على من يهلكون أي يضلون من تابعيهم وحملهم على ترك السنة وعدم الاعتناء بها وتأخير الصلاة عن مواقيتها وعدم إقامة الصفوف وعدم تقديم أهل الفضل ونحو ذلك، ولفظ النسائى "ولكن آسى على من أضلوا، قلت يا ابا يعقوب ما يعنى بأهل العقد قال الأمراء" (8) يريد أن لفظ هذا الحديث هو رواية سليمان بن داود الطيالسى أحد مشايخ الأمام أحمد (تخريجه) (نس. خز) وسنده جيد (وفي الباب) عن سمرة