كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(6) باب الحث على تسوية الصفوف ورصها وبيان خيرها من شرها
عن أبى سعيدٍ الخدريِّ رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلُّكم على ما يكِّفر الله به الخطايا ويزيد به فى الحسنات، قالوا بلى يا رسول الله، إسباغ الوضوء على المكاره وكثره الخطا إلى هذه المساجد وانتظار الصَّلاة بعد الصَّلاة، مامنكم من رجلٍ يخرج من بيته متطهَّرًا فيصلِّى مع المسلمين الصَّلاة ثمَّ يجلس ينتظر الصلَّاة الأخرى إلاَّ الملائكة تقول اللَّهمَّ اغفر له اللَّهمَّ ارحمه، فإذا قمتم إلى الصَّلاة فاعدلوا
__________
"أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليقم الأعراب خلف المهاجرين والأنصار ليقتدوا بهم في الصلاة" رواه الطبرانى في الكبير وهو من رواية الحسن عن سمرة (وعن البراء بن عازب) رضي الله عنه أشار إليه الترمذى (وعن ابن عباس) عند الدارقطنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يتقدم في الصف الأول أعرابى ولا عجمى ولا غلام لم يحتلم" وفي إسناده ليث بى أبى سليم وهو ضعيف (الأحكام) أحاديث الباب تدل على تقديم الأفضل فالأفضل إلى الأمام لأنه أولى بالاكرام، ولأنه ربما احتاج إلى استخلاف فيكون هو أولى، ولأنه يتفطن لتنبيه الأمام على السهو لما لا يتفطن له غيره، وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناسن وليقتدى بأفعالهم مَن وراءهم، ولا يختص هذا التقديم بالصلاة، بل السنة أن يقدّم أهل الفضل في كل مجمع إلى الامام وكبير المجلس، كمجالس العلم والقضاء والذكر والمشاورة ومواقف القتال وإمامة الصلاة والتدريس والأفتاء وإسماع الحديث ونحوها، ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفاءة في ذلك الباب، والأحاديث الصحيحة متعاضدة على ذلك (وفيها) تسوية الصفوف واعتناء الأمام بها والحث عليها أفاده النووى.
(1454) عن ابى سعيد الخدرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو حدثنا زهير يعنى ابن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبى سعيد الخدرى "الحديث" (غريبه) (1) إسباغ الوضوء تمامه (والمكاره) تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك (وكثرة الخطأ) تكون ببعد الدار.

الصفحة 306