كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

صفوفكم وأقيموها وسدُّوا الفرج فإنِّى أراكم من وراء ظهرى، فإذا قال إمامكم اله أكبر، فقولوا الله أكبر، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللَّهمَّ ربَّنا لك الحمد، وإنَّ خير صفوف الرِّجال المقدَّم، وشرها المؤخَّر، وخير صفوف النَّساء المؤخَّر، وشرَّها المقدَّم يا معشر النِّساء إذا سجد الرِّجال فاغضضن أبصاركنَّ عورات الرِّجال من ضيق الأزر
عن أبى هريرة رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه
__________
وكثرة التكرار (1) الفُرج جمع فرجة كعرف وغرف، وهى الخلل الذي يكون بين المصلين في الصفوف وسيأتى أن الشيطان يدخل فيها ليوسوس للمصلين (2) قال النووى رحمه الله أما صفوف الرجال فهى على عمومها فخيرها أولها أبداً وشرها آخرها أبداً، أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتى يصلين مع الرجال، وأما اذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آجرها، والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء اقلها ثوابا وفضلا وأبعدها من مطلوب الشرع، وخيرها بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم اهـ (3) أمر النساء بغضّ البصر لئلا يقع بصر امرأة على عورة رجل انكشف لضيق إزاره لقلة الثياب عندهم في ذاك الوقت، ولذا كان الرجل يعقد إزاره في عنقه لضيقه لئلا يكشف شئ من عورته، ولم يمكث هذا طويلا فقد وسع الله عليهم بالفتوحات وكثرت ثيابهم وأسبغ الله عليهم نعمه بعد ضيق العيش بفضل صبرهم وجهادهم رضي الله عنهم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه احمد بطوله وأبو يعلى أيضا إلا أنه قال "ما منكم رجل يخرج من بيته متطهرا فيصلى مع المسلمين الصلاة الجامعة" وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفي الاحتجاج به خلاف وقد وثقه غير واحد اهـ (قلت) الحديث جاء في الصحيحين وغيرهما من طرق كلها صحيحة إلا أنهم رووه مجزءاً عن غير واحد من الصحابة من عدة طرق.
(1455) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله أبي ثنا عبد

الصفحة 307