كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
من بعدكم لا يزال قومٌ يتأخَّرون حتَّى يؤخِّرهم الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة
عن البراءٍ بن عازب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا إذا قمنا إلى الصَّلاة فيمسح عواتقنا أو صدورنا وكان يقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم وكان يقول إن الله وملائكته يصلُّون على الصَّفِّ الأوَّل أو الصُّفوف الأول
__________
يزيد أنا أبو الأشهب عن أبى نضرة عن أبى سعيد "الحديث" (غريبه) (1) أمرهم صلى الله عليه وسلم بالتقدم ليأتموا به وليحفظوا صفة صلاته ليعلموها من لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم أو من لم يحضر صلاته، ويحتمل أن يراد اقتداء من خلفهم بالنبى صلى الله عليه وسلم مستدلين بأفعالهم على افعاله صلى الله عليه وسلم، ففيه جواز اعتماد المأموم في متابعة الامام الذي لا يراه على مبلَّغ عنه أو صفٍّ أمامه يراه متابعا للأمام، وتمسك به الشعبى على أن كل صف منهم إمام لمن وراءه، وخالفه في ذلك أهل العلم (2) زاد أبو داود عن الصف الأول "وقوله حتى يؤخرهم الله" أي يؤخرهم الله عن رحمته وعظيم فضله، أو عن رتبة العلماء المأخوذ عنهم؛ أو عن رتبة السابقين، وقيل إن هذا في المنافقين، والظاهر أنه عام لهم ولغيرهم، وفيه الحث على الكون في الصف الأول والتنفير عن التأخر عنه، وقد ورد في فضل الصف الأول أحاديث كثيرة ستأتى في الباب التالى (تخريجه) (م. د. نس. جه).
(1462) عن البراء بن عازب (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا شعبة قال طلحة أخبرنى قال سمعت عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب "الحديث" (غريبه) (3) "أو" للشك من الراوى والعواتق جمع عاتق وهو ما بين المنكب والعنق وهو موضع الرداء، ورواية ابى داود "يمسح صدورنا ومناكبنا" والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يمسح صدورهم وعواتقهم مع المنكب بيده الشريفة لتمام تسوية الصفوف حتى لا يتقدم أحد ولا يتأخر، وفي ذلك من اللطف وحسن الخلق والاعتناء بتسوية الصفوف ما لا يخفى (4) أي لا تختلفوا بأجسامكم فيتسبب عن ذلك اختلاف قلوبكم (5) المعنى أن الله عز وجل ينزل رحمته على المصلين في الصف الأول وكذلك الملائكة تستغفر لهم، وإنما كان الصف الأول أفضل لأن من فيه قريبون من رحمة الله تعالى وسماع قراءة الأمام والاسترشاد بها (تخريجه) (د. نس. ك. هق. حب. خز) وسنده جيد.