كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

أبصاركم أو لتخطفنَّ أبصاركم
عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقيموا الصُّفوف فإنَّما تصفُّون بصفوف الملائكة وحاذوا بين المناكب وسدُّوا الخلل ولينوا فى أيدى إخوانكم ولا تذروا فرجاتٍ للشيطان ومن وصل صفًا وصله الله تبارك وتعالى ومن قطع صفًا قطعه الله
__________
(1) يقسم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قسما آخر فيقول ما معناه، والله إن لم تغمضوا أبصاركم في الصلاة وغيرها خاشعين لله غير ناظرين إلى ما حرُم النظر اليه، فالله عز وجل قادر على أن يخطف أبصاركم بسرعة البرق أو يصيبكم بالرمد فلا تنجوا منه عقاباً لعدم خشوعكم في الصلاة وعذاباً لنفوسكم حيث لم تراعوا محارم الله، والله أعلم (تخريجه) (طب) وفي إسناده عبيد الله بن زحر وعلى بن يزيد بن أبى زياد الالهانى وهما ضعيفان؛ لكن له شواهد صحيحة تعضده.
(1465) عن ابن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هارون بن معروف ثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح عن ابى الزاهرية عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمر "الحديث" (غريبه) (2) أي بمثل صفوف الملائكة في كونهم يتمون الصف الأول ويتراصون في الصف، وقد جاء مفسرا بذلك في بعض الأحاديث (3) أي اجعلوا بعضها حذاء بعض بحيث يكون منكب كل واحد من المصلين محاذياً لمنكب الآخر ومسامتا له فتكون المناكب والأعناق والأقدام على سمت واحد (4) الخلل بفتحات الفرجة في الصفوف وجمعه خلال مثل جبل وجبال (5) أي اذا أمره من يسوى الصفوف بالاشارة بيده أن يستوى في الصف أو وضع يده على منكبه فليستو، وكذا اذا أراد أن يدخل في الصف فليوسع له، وفي بعض نسخ أبى داود زيادة، قال أبو داود ومعنى لينوا يدخل في الصف فليوسع له، وفي بعض نسخ أبى داود زيادة، قال أبو داود ومعنى لينوا بأيدى إخوانكم اذا جاء رجل إلى الصف فذهب يدخل فيه فينبغى أن يلين له كل رجل منكبيه حتى يدخل في الصف (6) أي لا تتركوا خللا في الصفوف لئلا يدخل فيها الشيطان فيوسوس للمصلين (فان قيل) ما فائدة ذكر الفرجات بعد ذكر الخلل اذا كانت بمعناها (قلت) فائدتها التأكيد وبيان الحكمة في سدها وهى منع دخول الشيطان فيها (7) أي بأن كل فيه فرجة فسدّها أو نقصان فأتمه وصله الله برحمته ورضوانه (8) أي بأن جلس في الصف بلا صلاة أو ترك الصف في جانب ووقف في الجانب الآخر كما يفعل الآن كثير من الناس فهؤلاء يقطعهم الله عن رحمته نعوذ بالله من ذلك (تخريجه) أخرجه أبو داود

الصفحة 312