كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(11) باب من ركع دون الصف ثم مشى اليه
(1489) عن الحسن عن أبى بكرة رضى الله عنه أنه جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكعٌ فركع دون الصَّف ثمَّ مشى إلى الصَّفِّ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من هذا الذى ركع ثمَّ مشى إلى الصَّفِّ؟ فقال أبو بكرة أنا، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
__________
له صدري وأميل اليه (فائدة) اختلف العلماء فيمن لم يجد فرجة ولا سعة فى الصف ما الذى يفعل؟ فقيل إنه يقف منفردا ولا يجذب الى نفسه أحدا، لأنه لو جذب الى نفسه واحدا لفوّت عليه فضيلة الصف المقدّم ولأوقع الخلل فى الصف، وبهذا قال أبو الطيّب الطبرى وحكاه عن مالك، وقال أكثر أصحاب الشافعى إنه يجذب الى نفسه واحدا، ويستحب لمجذوب أن يساعده، ولا فرق بن الداخل فى أثناء الصلاة والحاضر فى ابتدائها فى ذلك، وقد روى عن عطاء وإبراهيم النخعى أن الداخل الى الصلاة والصفوف قد استوت واتصلت يجوز له أن يجذب الى نفسه واحدا ليقوم معه؛ واستقبح ذلك أحمد وإسحاق وكرهه الأوزاعى ومالك، واستدل القائلون بالجواز بما رواه الطبرانى فى الأوسط والبيهقى من حديث وابضة أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل صلَّى خلف الصف "أيها المصلى هلاَّ دخلت فى الصف أو جررت رجلا من الصف؟ أعد صلاتك" وفيه السرى بن إسماعيل وهو متروك، وله من طريق أخرى فى تاريخ أصبهان لأبى نعيم وفيها قيس بن الربيع فيه ضعف، ولأبى داود فى المراسيل من رواية مقاتل بن حيان مرفوعًا "إن جاء رجل فلم يجد أحدا فليختلج اليه رجلا من الصف فليقم معه فما أعظم أجر المختلج" وأخرج الطبرانى عن ابن عباس باسناد (قال الحافظ) وأما بلفظ "ان النبى صلى الله عليه وسلم أمر الآتى وقد تمت الصفوف أن يجتذب اليه رجلا يقيمه الى جنبه" أفاده الشوكانى والله أعلم
(1489) عن الحسن عن أبى بكرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا زياد الأعلم عن الحسن عن أبى بكرة "الحديث" (غريبه) (1) يعنى مسرعًا كما يستفاد ذلك من رواية الطحاوى عن الحسن عن أبى بكرة قال "جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع وقد حفزنى النفس فركعت دون الصف" أى قبل أن يصل إليه ومشي الى أن دخل فيه كما فى حديث الباب، وركع قبل الوصول الى الصف خشية أن تفوته الركعة، وقد صرح بذلك فى رواية الطبرانى عن يونس بن عبيد عن الحسن، وفيها "فلما قضى صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم صاحب هذا النفس؟ قال خشيت أن تفوتنى الركعة، فقال صلى الله عليه وسلم

الصفحة 329