كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
صلى الله عليه وسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له اكتم الخطبة ثمَّ توضَّأ فأحسن وضوءك وصلِّ ما كتب الله لك ثمَّ احمد ربَّك ومجِّده ثمَّ قل اللَّهم إنَّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، أنت علاَّم الغيوب، فإن رأيت لى فى فلانة تسمِّيها باسمها خيرًا فى دينى ودنياى وآخرتى وإن كان غيرها خيرًا لى منها فى دينى ودنياى وآخرتى فاقض لى بها أو قال فاقدرها لي
__________
(غريبه) (1) بكسر الخاء هى طلب زواج المرأة من وليها يقال خطب خطبة بالكسر، والاسم أيضا بالكسر، فأما بالضم فالقول والكلام، تقول خطب خطبة بالضم فهو خاطب وخطيب، أى من الذين يخطبون الناس ويحثونهم (والمعنى) اذا أردت خطبة امرأة فلا تعجل بذلك واكتمه فى نفسك ثم توضأ الى (ويحتمل) اذا خطبت امرأة فاكتم خطبتها ولا تفشها للناس ثم توضأ الخ، وفائدة الكتمان عدم تأثير الناس عليه بايجاب أو سلب فربما يقصد بعضهم الغش والخداع أو الحمد، لا سيما وقد ورد (استعينوا على إنجاح الحوائج "وفى رواية حوائجكم" بالكتمان فان كل ذى نعمة محسود) رواه الطبرانى وغيره عن معاذ وغيره، وهو حديث ضعيف، ضعفه الحفاظ، لكن قال صاحب كشف الخفا يستأنس له بما أخرجه الطبرانى عن ابن عباس مرفوعًا (إن لأهل النعم حسادًا فاحذروهم) قال وذكر الزيلعى فى سورة الأنبياء من تخريجه جماعة روى الحديث عنهم، والأحاديث الواردة فى التحدث بالنعم محمولة على ما بعد وقوعها فلا تكون معارضة لهذه، نعم إن ترتب على التحدث بها حسد بعده فالكتمان أولى اهـ (2) فيه جواز صلاة الاستخرة بأكثر من ركعتين لقوله وصل ما كتب الله لك (3) يحتمل أن يراد بالحمد والتمجيد قراءة الفاتحة فى صلاة الركعتين ويحتمل أن يأتى بذلك فى أول الدعاء بعد الصلاة (4) أى فاقض لى بها أو قال فاقدرهالى، كما يستفاد ذلك من الشق الثانى، ولم تذكر هذه الجملة فى الشق الأول، فاما أن تكون سقطت من الناسخ أو حذفت لدلالة ما فى الشق الثانى عليها (تخريجه) (طب. حب) وفى إسناده ابن لهيعة فيه كلام، وذكر له الأمام أحمد إسنادًا آخر رجاله كلهم ثقات، الا أنه لم يسق لفظه بل قال بمعناه، وتقدم ذلك بعد ذكر السند، ورواه أيضا الحاكم وقال هذه سنّة صلاة الاستخارة عزيزة تفرد بها أهل مصر، ورواته عن آخرهم ثقات ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبى (وفى الباب) عن أبى سعيد الخدرى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول