كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

أبواب صلاة السفر وآدابه وأذكاره وما يتعلق به
(1) باب فضل السفر والحث عليه وشيء من آدابه
(1151) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله
__________
(حدثني أبي عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس اذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر الى الذى يسبق الى قلبك فان الخير فيه) قال النووى فى الأذكار إسناده غريب وفيه من لا أعرفهم قال شيخنا زين الدين (يعنى العراقى) كلهم معروفون ولكن بعضهم معروف بالضعف الشديد وهو ابراهيم بن البراء، والبراء هو ابن النضر بن أنس بن مالك، وقد ذكره فى الضعفاء العقيلى وابن حبان وابن عدى والأزدى، قال العقيلى يحدث عن النقات بالبواطيل؛ قال ابن حبان شيخ كان يدور بالشام يحدث عن الثقات بالموضوعات لا يجوز ذكره إلا على مثل القدح فيه، وقال ابن عدىّ ضعيف جدًا حدّث بالبواطيل، فعلى هذا فالحديث ساقط لا حجة فيه، نعم قد يستدل للتكرار بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان اذا دعا دعا ثلاثا، وقال النووى إنه يستحب أن يقرأ فى ركعتى الاستخارة فى الأولى بعد الفاتحة قل يا أيها الكافرون، وفى الثانية قل هو الله أحد، وقد سبقه الى ذلك الغزالى، فانه ذكره فى الأحياء كما ذكره النووى (وقال شيخنا زين الدين) رحمه الله لم أجد فى شئ من طرق أحاديث الاستخارة تعيين ما يقرأ فيهما اهـ (وقال النووى) ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء، ويستحب افتتاح الدعاء المذكور وختمه بالحمد لله والصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ان الاستخارة مستحبة فى جميع الأمور كما صرح به نص هذا الحديث الصحيح، واذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره والله أعلم اهـ (قال الشوكانى) فلا ينبغى أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغى للمستخير ترك اختياره رأسا والا فلا يكون مستخيرًا لله، بل يكون مستخيرًا لهواه وقد يكون غير صادق فى طلب الخيرة وفى التبرّى من العلم والقدرة واثباتهما لله تعالى، فاذا صدق فى ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه اهـ والى هنا انتهى الكلام على الاستخارة
(*) (تنبيه) رأيت أن أحصر كل ما يتعلق بالسفر من آداب وأذكار وصلاة وجمع وقصر وغير ذلك تحت هذه الترجمة تقريبا للطالب وتتميما للفائدة والله الموفق
(1151) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا قتيبة

الصفحة 53