كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
فيها كلب أو جرس
(1154) عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظَّها، وإذا سافرتم فى الجدب فأسرعوا السَّير، وإذا أردتم التَّعربس فتنكبوا الطَّريق (وعنه من
__________
واحد وجمع كالصديق قال الله تعالى {وحسن أولئك رفيقا} اهـ مختار (1) الجرس بفتحتين الذى يعلق فى عنق البعير والذى يضرب به أيضا، والحكمة والله أعلم فى عدم اصطحاب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس هى أن الكلب لا يتحاشى أكل النجاسات، ولأن بعض الكلاب يسمى شيطانًا كما جاء به الحديث، والملائكة ضد الشياطين، ولقبح رائحة الكلب، والملائكة تكره الرائحة القبيحة، ولأنها منهى عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه من صحبة الملائكة (وأما الجرس) فقيل سبب منافرة الملائكة له أنه شبيه بالنواقيس، أو لأنه من المعاليق المنهى عنها؛ وقيل سببه كراهة صوتها وتؤيده رواية مزامير الشيطان، والمراد بالملائكة ملائكة الرحمة والاستغفار لا الحفظة أفاده النووى (تخريجه) (م. د. مذ. حب. ش)
(1154) عن سهيل عن أبيه (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الصمد وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه "الحديث" وقال فى آخره قال عفان فى حديثه أنا سهيل بن أبى صالح (غريبه) (2) الخصب بكسر الخاء هو كثرة العشب والمرعى وهو ضد الجدب، والجدب هو انقطاع المطر ويبس الأرض وعدم النبات فيها؛ ومعنى الحديث الحث على الرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها، فان سافروا فى الخصب قللوا السير وتركوها ترعى فى بعض النهار وفى أثناء السير فتأخذ حظها من الأرض بما ترعاه منها، وإن سافروا فى القحط عجلوا السير ليصلوا المقصد وفيها بقية من قوتها ولا يقللوا السير فيلحقها الضرر، لأنها لا تجد ما ترعى فتضعف وربما كلت ووقفت، وقد جاء فى أول هذا الحديث فى رواية الأمام مالك فى الموطأ "ان الله رفيق يحب الرفق" (3) قال أهل اللغة التعريس النزول فى أواخر الليل للنوم والراحة، هذا قول الخليل والأكثرين، وقال أبو زيد هو النزول أىّ وقت كان من ليل أو نهار (وقوله فتنكبوا الطريق) أي تجنبوه عند النزول لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع تمشى فى الليل على الطرق لسهولتها، ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه وما تجد فيها من رمة ونحوها، فإذا