كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
طريق ثان بنحوه وفيه) وإذا عرستم فاجتنبوا الطُّرق فإنَّها طرق الدَّوابِّ ومأوى الهوامِّ باللَّيل
(1155) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سرتم فى الخصب فأمكنوا الرِّكاب أسنانها ولا تجاوزوا المنازل وإذا سرتم فى الجدب فاستجدُّوا وعليكم بالدَّلج فإنَّ الأرض تطوى
__________
عرّس الإنسان فى الطريق ربما مر به منها ما يؤذيه فينبغى أن يتباعد عن الطريق وهذا أدب من آداب السير والنزول أرشد اليه صلى الله عليه وسلم فجزاه الله عن أمته أحسن الجزاء (1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا عبد العزيز عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة (الحديث بنحو ما تقدم وفيه لخ) (2) هذه الرواية مفسرة للرواية الأولى وتقدم الكلام فى ذلك (تخريجه) (م. لك. د. مذ)
(1155) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد ابن سلمة عن هشام عن الحسن عن جابر "الحديث" (غريبه) (3) الركاب هى الرواحل من الأبل، وقيل ما يركب من كل دابة (وقوله أسنانها) جمع سن، يقال لما تأكله الأبل وترعاه من العشب سن، وجمعه أسنان ثم أسنة (وفى رواية اعطوا الرُّكب اسنتها) (قال الزمخشرى) المعنى اعطوها ما تمتنع به من النحر؛ لأن صاحبها اذا أحسن رعيها سمنت وحسنت فى عينه فيبخل بها من أن تنحر، فشبه ذلك بالأسنة فى وقوع الامتناع بها، هذا على أن المراد بالأسنة جمع سنان، وان أريد بها جمع سن فالمعنى أمكنوها من الرَّعى اهـ (4) يعنى المنازل التى ينزلها المسافر لأجل راحته وعلف دابته، والمعنى لا تتركوا النزول فى هذه المنازل اذا سافرتم فى الخصب (5) أى جدوا السير ولا تنزلوا إلا للضرورة اذا كان سفركم فى مدة الجدب وفقًا بالدواب لئلا تجوع فتهلك أو تعيا عن السير فتعطل مصالحكم (6) بفتح الدال مشددة بعدها لام مفتوحة "وفى رواية عليكم بالدلجة" بضم الدال مشددة وسكون اللام وهو سير الليل يقال أدلج بالتخفيف اذا سار من أول الليل وادَّلج بالتشديد اذا سار من آخره والاسم منه الدُّلجة والدَّلجة بالضم والفتح، ومنهم من يجعل الأدلاج الليل كله، وكأنه المراد فى هذا الحديث لأنه عقبه بقوله فان الأرض تطوى بالليل ولم يفرق بين أوله وآخره وأنشدوا لعلي رضي الله عنه: