كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

باللَّيل، وإذا تغوَّلت لكم الغيلان فنادوا بالأذان، وإيَّاكم والصَّلاة على جوادِّ الطَّريق والنُّزول عليها، فإنَّها مأوى الحيَّات والسبِّاع، وقضاء الحاجة فإنَّها الملاعن
(1156) عن أبى قتادة رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كان إذا عرَّس بليل اضطجع على يمينه، وإذا عرَّس قبيل
__________
اصبر على السير والأدلاج فى السحر ... وفى الرواح على الحاجات والبكر (نه)
وفى المختار أدلج سار من أول الليل، والاسم الدَّلج بفتحتين، والدُّلجة والدَّلجة بوزن الجرعة والضَّربة، والدَّلج بتشديد الدال سار من آخره، والاسم أيضا الدُّلجة والدَّلجة اهـ (1) أى اذا أضلتكم عن الطريق (والغيلان) جمع غول بضم الغين المعجمة وهى جنس من سحرة الجن والشياطين لهم تلبيس وتخييل (وقوله فنادوا بالأذان) أى أدفعوا شرها بذكر الله عز وجل (2) الجوادّ جمع جادَّة وهى سواء الطريق ووسطه، وقيل هى الطريق الأعظم التى تجمع الطرق ولا بد من المرور عليها، وإنما حذرهم من الصلاة على جواد الطريق، لأن من صلى فى الطريق يكون عرضة للمرور بين يديه فيشغله ذلك عن الصلاة، وربما مر بين يديه سبع أو حية أو نحو ذلك فيقطع عليه صلاته، وكذلك نهى المسافر عن النزول عليها لأنها مأوى الحيات والسباع كما فى الحديث؛ وتقدم الكلام على ذلك فى الحديث السابق (3) معطوف على قوله والنزول عليها، والمعنى احذروا الصلاة على جوادّ الطريق والنزول عليها وقضاء الحاجة "أى البول أو الغائط" على الطريق لأنه يكون سببًا فى نظر المارة الى عورته فتلعنه الملائكة أو يتضرر الناس من الرائحة الكريهة فيلعنونه والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أبو داود وغيره باختصار كثير، ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(1156) عن أبى قتادة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الصمد ثنا حماد ثنا حميد عن بكر بن عبد الله بن رباح عن أبى قتادة "الحديث" (غريبه) (4) عرس بمهملات مفتوحات والراء مشددة أى نزل وهو مسافر آخر الليل "وفى رواية كان اذا عرس وعليه ليل" أى بقى من الليل زمن طويل (وقوله اضطجع على يمينه) وفى رواية توسد يمينه، أى جعل يده اليمنى وسادة لرأسه ونام نوم المتمكن لبعده من الصبح

الصفحة 57