كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
الصُّبح نصب ذراعيه ووضع رأسه بين كفَّيه
(1157) عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال السَّفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجِّل إلى أهله
__________
فلا يخشى فوته لوثوقه بالتيقظ لطول زمن النوم (1) أى قبله بزمن يسير نصب ذراعيه ووضع رأسه بين كفيه (وفى رواية وضع رأسه على كفه اليمنى وأقام ساعده) أى لئلا يتمكن من النوم فتفوته الصبح كما وقع فى قصة الوادى (تخريجه) (حب. ك) وإسناده صحيح
(1157) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن عن مالك عن سمى عن أبى صالح عن أبى هريرة "الحديث" (غريبه) (2) معناه يمنعه كمالها ولذيذها لما فيه من المشقة والتعب ومقاساة الحر والبرد والسُّرى والخوف ومفارقة الأهل والأصحاب وخشونة العيش (3) النهمة بفتح النون وإسكان الهاء هى الحاجة، والمقصود فى هذا الحديث استحباب تعجيل الرجوع الى أهله بعد قضاء شغله وعدم التأخر بما ليس له بمهم (تخريجه) (ق. لك. جه. وغيرهم) (الأحكام) أحاديث الباب تدل على استحباب السفر اذا كان فى طاعة الله تعالى لما يترتب عليه من الفوائد الدنيوية والأخروية والصحة البدنية وان كان فيه مشقة على النفس ولكنها تتلاشى أمام هذه الفوائد، فقوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الأخير من الباب "السفر قطعة من العذاب" المراد به ما يحصل بسببه من التعب والمشقة على النفس، ولكن فوائده عظيمة ولا يعزب عنك أن الثواب على قدر المشقة، وقد ورد عن أنس مرفوعًا (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) رواه مسلم والأمام أحمد والترمذى (وفيها أيضًا) كراهة استصحاب الكلب والجرس فى الأسفار وأن الملائكة لا تصحب رفقة فيها أحدهما (قال النووى) وهو مذهبنا ومذهب مالك وآخرين وهى كراهة تنزيه، وقال جماعة من متقدمى علماء الشام يكره الجرس الكبير دون الصغير اهـ (وفيها أيضا) الرفق بالحيوان وكراهة النزول فى الطرق وقد سبق بيان الحكمة فى ذلك (وفيها أيضا) الحرص على صلاة الصبح لما فيها من الفضل العظيم (وفيها) أن السفر فيه مشقة كبيرة على النفس ينبغى تحملها لما فيه من الفوائد وتقدم الكلام على ذلك (وفيها أيضا) استحباب الأسراع بالرجوع الى أهله بعد قضاء مهمته وفيها غير ذلك والله أعلم