كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

(3) باب اتخاذ الرفيق فى السفر وسببه
(1162) عن ابن عبَّاس رضى الله عنهما قال خرج رجل من خيبر فاتَّبعه رجلان وآخر يتلوهما يقول اربعا اربعا حتَّى ردَّهما، ثمَّ لحق الأوَّل فقال إنَّ هذان شيطانان وإنِّى لم أزل بهما حتَّى رددتهما، فإذا أتيت
__________
كان ممن يصيد) تعلم ما يحتاج اليه أهل الصيد وما يحل من الحيوان وما يحرم وما يحل به الصيد وما يحرم وما يشترط ذكاته وما يكون فيه قتل الكلب أو السهم وغير ذلك (وان كان راعيًا) تعلم ما يحتاج اليه من الرفق بالدواب وطلب النصيحة لها ولأهلها والاعتناء بحفظها والتيقظ لذلك، واستأذن أهلها فى ذبح ما يحتاج الى ذبحه فى بعض الأوقات لعارض وغير ذلك (وان كان رسولا) من سلطان الى سلطان أو نحوه اهتم بتعلم ما يحتاج اليه من آداب مخاطبات الكبار وجوابات ما يعرض فى المحاورات وما يحل من الضيافات والهدايا وما لا يحل وما يجب عليه من مراعاة النصيحة وإظهار ما يبطنه وعدم الغش والخداع والنفاق والحذر من التسبب الى مقدمات الغدر أو غيره مما يحرم وغير ذلك (وإن كان وكيلا) أو عاملا فى قراض أو نحوه تعلم ما يحتاج اليه مما يجوز أن يشتريه وما لا يجوز، وما يجوز أن يبيع به وما لا يجوز، وما يجوز التصرف فيه وما لا يجوز، وما يشترط الأشهاد فيه وما يجب، وما لا يشترط فيه ولا يجب، وما يجوز له من الأسفار وما لا يجوز، وعلى جميع المذكورين أن يتعلم من أراد منهم ركوب البحر الحال التى يجوز فيها ركوب البحر والحال التى لا يجوز اهـ
(1162) عن ابن عباس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا زكريا بن عدى أنا عبيد الله عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس "الحديث" (غريبه) (1) يعنى مسافرًا الى جهة أخرى (2) أى يتبعهما (3) اربعا بهمزة وصل وفتح الباء من ربع يربع اذا وقف وانتظر، أى قفا وانتظرا وكررها للتأكيد، فوقفا حتى أدركهما فأرجعهما عن الرجل الأول ثم لحق به (4) أى من شياطين الأنس، وإطلاق الشيطان على الأنسان شائع ذائع قال تعالى {وكذلك جعلنا لكل نبى عدوًا شياطين الأنس والجن} وسبب إطلاقه عليهما أنهما فعلا فعل الشيطان لأنه يعمل دائمًا عللا إيذاء بنى آدم، والظاهر أن هذان الرجلان كانا من قطاع الطريق وسفاكى الدماء، وكانا يريدان الفتك بالرجل لأنه وحيد لا يقدر على

الصفحة 62